جاري تحميل ... مدونة عطا ابو رزق

إعلان الرئيسية

أخر الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

ستأكلنا الضباع إن بقينا بلا ذاكرة




ماهر الشريف

هي صرخة أطلقها ذات مرة الأديب سلمان الناطور، ابن قرية دالية الكرمل الواقعة إلى الجنوب من حيفا،
الذي رحل عنا قبل أيام ثلاثة، بعد أن كرس أكثر من ثلاثين عاماً من عمره، يكتب عن الذاكرة الفلسطينية، ويجمع الحكايات والشهادات كي يبقيها حية.


قال، في حفل نُطّم في مدينة رام الله في مطلع حزيران 2009، بمناسبة إطلاق كتابه "ستون عاماً.. رحلة الصحراء": "أنا لا أكتب التاريخ ولا أريد أن أكتب الحقيقة فهذه مسألة للمؤرخين، ما يهمني أكثر أن أكتب عن التجربة كيف عاشها الختيارية (كبار السن)". وتابع: "خلال بحثي في الذاكرة من خلال مقابلتي مع أربعين ختياراً، الشيء المشترك الذي كنت أسمع: "جيل الشباب اعملوا كل شيء حتى لا يتكرر 1948 .. حتى لا يتكرر ما حدث معنا"".

وفي حوار مع "القدس الثقافي"، نُشر في 12 تموز 2009، قال: "أنا لست مؤرخاً علمياً يبحث عن الحقيقة العلمية ولو كنت كذلك لتوجهت الى الأرشيفات والكتب والتقارير الرسمية والعسكرية. لقد بحثت عن الإنسان الذي عايش هذه المرحلة الصعبة والمستحيلة وأردت أن أعرف وقائع ما حدث كما بقيت في ذاكرته، كان يهمني في لقائي مع ذاكرته التفاصيل الصغيرة اليومية وبحثت عن جرحه وألمه وعن فرحه وعاداته اليومية وطقوسه، لقد بحثت عن الإنسان من وراء القضية لا عن قضية بلا إنسان، وقد امتنعت واعياً عن تقديم ذاكرة كئيبة فقط، لأن الذاكرة الكئيبة تؤدي إما الى الانتحار أو الجريمة، وهذا ما لا أريده لشعبي".

لقد كان سلمان الناطور على قناعة بأن أحد أهم أسس نجاح المشروع الوطني الفلسطيني هو صيانة الذاكرة وصياغة رواية فلسطينية جماعية، توثق حكايات شعب فلسطين، وسيرة.معاناته وفصول نضاله. وفي هذا الصدد، قال في الحوار نفسه مع "القدس الثقافي": "في كل بيت إنسان تقدم به العمر وفي ذاكرته سيرة مليئة بالحكايات والمعلومات، ويستطيع كل فرد في العائلة من جيل الأبناء والأحفاد أن يسجل ذكريات هذا المسن أو المسنة، وعلى المؤسسة التعليمية والتربوية أن تخصص الحصص لجمع الذاكرة وإعادة إنتاجها والاعتماد عليها في فعاليات أدبية وفنية، فالتاريخ الشفوي هو أجمل المواد الخام للإبداعات الفنية والأدبية، وفي العالم أعظم الروايات المعاصرة اعتمدت التاريخ الشفوي".

سلمان الناطور...لن تأكل الضباع شعبك، فهو مستمر في المقاومة وشعاره: "لن ننسى".
وكما قلت ذات مرة:" إن جيل النكبة شاهد عليها بعينيه، وجيل الأبناء شاهد عليها بما سمعه منهم، وجيل الأحفاد يدوّن ويسجل وينشر ويمسرح... حكاية أجيال متعاقبة تملك جميعها مفاتيح العودة ولا تتخلى عنها".
الوسوم:
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *