عرض كتاب
الرؤية الصهيونية متجذرة في 5 أكاذيب كبيرة و4 سرقات كبيرة
مؤلفون اجتهدوا لـ11 عامًا من أجل تأليف الكتاب
ترجمة كيو بوست –
على مدار 11 عامًا، ألف مجموعة من الباحثين الأمريكيين كتابًا يفكك جذور الأساطير الصهيونية، التي يلخصها المؤلفون في 5 أكاذيب كبيرة، و4 سرقات كبيرة.
ويقدم الكاتب الأمريكي روبرت ستيلي قراءته
في الكتاب، الذي يحمل عنوان “المشهد الفلسطيني من مرآة تاريخية”، وصدر في
أواخر عام 2017، على يد المؤلف الأمريكي البارز غاري فيلدز وآخرون.
وقد نشر “ستيلي” مقالة في مجلة أميركان
هيرالد تريبيون الأمريكية، يلخص فيها جوهر هذا الكتاب، الذي يوثق سردًا
تاريخيًا ممنهجًا لممارسات الصهيونية وادعاءاتها “بهدف سرقة أرض فلسطين
التاريخية”.
يقول ستيلي: “هذا الكتاب هو دراسة حالة في
الاحتلال، ونزع الملكيات، ومزيج من الكذب الأخلاقي والسياسي والاقتصادي
والعسكري والجغرافي المتجذر في الممارسات الشريرة التي فرضتها الحركة
الصهيونية على الشعب الفلسطيني، (وهنا لا ينبغي الخلط بين الصهيونية
واليهودية).
ويضيف أيضًا: “يمكن لأي مراقب غير متحيز
أن يستنتج بسهولة أن الصهاينة فعلوا بالفلسطينيين ما زعموا أن الألمان
فعلوه ضد اليهود، بشكل يتساوى مع أسوأ المذابح الجماعية في التاريخ، من
الصين إلى روسيا وغيرها”.
وركز مؤلفو الكتاب على سرد منهجي وعقلاني
وموثق بشكل رائع، وشاركهم آخرون في مراجعة وتدقيق أبسط التفاصيل، بما في
ذلك المسودة والملاحظات والسير الذاتية، فضلًا عن توثيق جوانب الفظائع
الثقافية والعرقية والجغرافية التي ارتكبت منذ فترة طويلة.
يوضح هذا الكتاب أن الرؤية الصهيونية ترتكز على خمس أكاذيب، وأربع سرقات كبيرة.
خمس أكاذيب كبيرة:
الكذبة الأولى: كانت فلسطين “غير مأهولة” وتألفت من “أرض ميتة”.
الكذبة الثانية: الصهاينة هم أصحاب الحق الشرعي الأصلي في “أرض إسرائيل”، ولم يكن الفضل لوعد بلفور، بل للإرث الصهيوني الذي يمنح اليهود الحق في زراعة الأرض وبناء المستوطنات وبناء الجدران.
الكذبة الثالثة: كل مكان في فلسطين لديه
اسم عبري. في الحقيقة، اغتالت إسرائيل الأسماء الفلسطينية التي استخدمت
لمئات السنين، وقامت بتحريف التاريخ الجغرافي المكاني في الأراضي
الفلسطينية، وأضفت عليها “الشرعية الصهيونية” مدعومة بماكيناتها الإعلامية.
الكذبة الرابعة: كل موقع أثري في فلسطين
يثبت أن اليهودية تأسست في عمق هذه الأراضي منذ الزمن القديم -خصوصًا في
القدس- ولمئات السنين. لقد زور الصهاينة بدهاء كتبًا تاريخية وصفحات على
الإنترنت تزعم “أحقية” اليهود في المواقع التراثية.
الكذبة الخامسة: الصهاينة المساكين هم
أشخاص محاصرون يتعرضون للهجوم من الفلسطينيين، غير القادرين على العمل أو
على إنشاء التجمعات السكنية أو المزارع الجديدة، وما إلى ذلك. في الواقع،
عكس الصهاينة الحقيقة، ومن المستحيل قراءة هذا الكتاب دون الشعور بأعمق
مشاعر الغضب إزاء ما فعله الصهاينة بحق الفلسطينيين.
أربع سرقات كبيرة:
السرقة الأولى: الاستيلاء المباشر على الأراضي التي امتلكها الفلسطينيون، واستخدام “الأمن القومي” كذريعة للقفز من نسبة 10% من “الملكية اليهودية المشروعة”
إلى 85% من السيطرة اليهودية على الأراضي، بغض النظر عن الوقائع
القانونية. وبالطبع، هذه سرقة تعادل ما سرقته القوى الاستعمارية من الشعوب
الأصلية في الأمريكيتين وأفريقيا. وما يجعل هذه السرقة فريدة من نوعها هو
ديمومتها وتركزّها في الشرق الأوسط.
السرقة الثانية: الاستيلاء على النقب يشكل
حالة خاصة وموثقة ببراعة في الكتاب. فقد جرى إقصاء 90% من الفلسطينيين
القاطنين في تلك المنطقة، وتحويلهم إلى لاجئين.
السرقة الثالثة: يمثل الاستيلاء على
الجليل حالة خاصة، وموثقة باقتدار في الكتاب. وفي سياق مناقشة السرقتين
الثانية والثالثة، يوضح المؤلف أن “الهندسة الثقافية” هو مصطلح حديث
للإبادة الجماعية؛ فقد جرى ذبح الفلسطينيين عمومًا، والبدو خصوصًا، من أجل
إنشاء الدولة “اليهودية”.
السرقة الرابعة: لم يجرِ مناقشتها في هذا
الكتاب، لكنها موثقة بشكل جيد من قبل “تشوك سبيني” وآخرون، هي سرقة المياه
من الفلسطينيين والأردنيين، من أجل ما أسموه “معجزة الصحراء”. هنالك خطوط
أنبوبية طويلة جدًا تنتهك السيادة الأردنية وتستنزف طبقات المياه الجوفية
الأردنية.
وينهي “ستيلي” قراءته للكتاب قائلًا: “إنه
لشيء عظيم لي أن أتعلم من هؤلاء المؤلفين أن الصهاينة امتلكوا خطة مكتوبة
لغزو فلسطين منذ عام 1899. فمن أجل تحقيق أهدافهم، عمل الصهاينة على تخفيض
عدد السكان الفلسطينيين ابتداء من عام 1947، وإلى هذه اللحظة، عبر وسائل
القمع كافة التي نراها اليوم”.
المصدر: مجلة “أميركان هيرالد تريبيون” الأمريكية