جاري تحميل ... مدونة عطا ابو رزق

إعلان الرئيسية

أخر الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

الاخوان المسلمين والماسونية


بقلم: عطا أبو رزق

أحاديث واتهامات كثير ترددت قديماً وحديثاً تتهم الاخوان المسلمين بالماسونية، ورافق هذا الحديث الجماعة منذ أن برزت على سطح الاحداث، وما زال مستمراً ولم يتوقف لحد الأن. وفي المقابل تنفي حركة الاخوان المسلمين التهمة عن نفسها وتتدعي أنها تعرضت لمؤامرات كثيرة من الحركة الماسونية،
والماسونيين، وأن اتهامها بهذه التهمة هو باطل ولا أساس له. لكن ما يثير الاستغراب أن من أوائل من اتهم الاخوان بالماسونية هم من كانوا على صلة مباشرة بالحركة أو من عاش تلك الفترة التي نشأت فيها الحركة وتابعوا مسيرتها وتطورها. في هذا المقال سأحاول سبر غور هذه العلاقة وسرد ما ذكره العديد من الكتاب والباحثين والمقربين من الاخوان عن هذه العلاقة. وتقتضي مني الأمانة أن أقول بأن كل ما سيرد في هذا المقال يبقى خاضعاً للبحث والتمحيص والاثبات أو النفي، خصوصاً أن هناك بعض الاتهامات سترون في المقال أنه تم تراجع اصحابها عنها، واتهامات لم يؤكدها أحد.
سأبدأ بما أورده المحامي ثروت الخرباوي المنشق عن جماعة الاخوان المسلمين في كتابه "سر المعبد". يقول الخرباوي بأنه استدرج  الشيخ أحمد أبو غالي أحد قيادات الاخوان القديمة، ومن الجيل الثاني للإخوان، في مقابلة كان قد أجراها معه في إطار إعداده للكتاب لمعرفة رأيه فيما قاله الشيخ الغزالي أن بعض الاخوان لهم صلات بالماسونية، ومدى خطورة هذه الاتهامات، فكان رد الشيخ أبو غالي عليه بالتالي: "لتريح وتستريح، هناك صلة نسب بين كل الجمعيات السرية في العالم، طريقتها واحدة حتى ولو اختلفت الأفكار والتوجهات، لا تقوم جمعية سرية إلا لأنها تؤمن أنها مختلفة ومتميزة عن باقي مجتمعها، أو أنها مختلفة عن العالم كله، لا تقوم جمعية سرية إلا لتُعد نفسها ليوم مشهود تكون فيه في منتهى الجاهزية لفرض أفكارها على العالم، والماسونية من هذه الجمعيات، وقد كانت لها هيمنة وتأثير على المجتمع المصري في بدايات القرن العشرين إلى منتصفه، وبعد أن ألغاها عبدالناصر أخذت تظهر في صور أخرى، لذلك كن على يقين أن الماسونية استطاعت دخول جماعة الإخوان".
هذا وقد ذهب الشيخ محمد الغزالي، الذي يعد من أصدقاء حسن البنا، ومن المؤسسين للإخوان، في كتابيه "في موكب الدعوة" و " من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث " الطبعة الثانية 1963، الناشر دار الكتب الحديثة، إلى القطع بأن الماسونية العالمية نجحت في زرع الهضيبي في منصب المرشد العام وهاجم بقوة مبدأ السمع والطاعة عند الجماعة. فقد قال: "استقدمت الجماعة رجلًا غريبا عنها ليتولى قيادتها وأكاد أوقن أن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذا حالها وصنعت ما صنعت، ولقد سمعنا كلاماً كثيراً عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الإخوان ولكنى لا أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو الذي فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة". جاء كلام الغزالي هذا في فصل حمل اسم "السمع والطاعة" في كتابة المذكور "من معالم الحق". ولم يتوقف الغزالي عند هذا الحد بل تحدث في نفس الكتاب عن سيد قطب صاحب الكتاب الذي كان مرجعاً لكل الجماعات الجهادية المتطرفة " معالم في الطريق". فقال عنه: إن سيد قطب كان منحرفاً عن طريق البنا وأنه بعد مقتل البنا وضعت الماسونية زعماء لحزب الاخوان المسلمين، وقالت لهم ادخلوا فيها لتفسدوهم وكان منهم "سيد قطب". ولم يكتف الغزالي بذلك بل تناول مصطفى السباعي مراقب الإخوان في سوريا بالاتهام بانه أيضاً كان ماسونياً.
وتجدر بنا الأمانة العلمية أن نذكر بأن الغزالي كان قد حذف الفقرات التي اتهم فيها الهضيبي بالماسونية في طبعات كتابه اللاحقة. ولم يعد لصفوف الاخوان مرة أخرى.
ومن جانب اخر فقد قال الإعلامي والكاتب الصحفي المصري مقدم برنامج "أهل الشر" على فضائية (ten) "نشأت الديهي" بأن هناك علاقة بين جماعة الاخوان والماسونية، مشيراً إلى أن "سيد قطب" القيادي في الإخوان كتب مقالاً من قبل بعنوان "لماذا صرت ماسونياً" في جريدة "التاج المصري" قال فيه: "لقد صرت ماسونياً، لأنني كنت ماسونياً، ولكن في حاجة إلى صقل وتهذيب، فاخترت هذا الطريق السوي، لأترك ليد البناية الحرة مهمة التهذيب والصقل، فنعمت اليد ونعم البناؤون الأحرار". واستكمل قطب مقاله مشيدا بالماسونية وخصالها فقال: "عرفت أن الماسونية ليست مبدأ أو مذهبا يعتنق، وإنما هي الرجولة والإنسانية التي تدفع بالإنسان إلى عمل الخير دون وازع إلا وازعا من وجدانه وضميره". (الأهرام)
من الجدير بالذكر بأن أكبر محفل ماسوني في العالم يقع في بريطانيا، وأن كلمة ماسونية مشتقه من التسمية الإنجليزية Free Masson التي تعني "البناؤون الاحرار". إضافة لذلك فقد وجدت بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى في الأصولية الإسلامية ضالتها، وقد دعمت حركة الاخوان المسلمين في مصر منذ نشأتها في العام 1928م بتمويل سخي من شركة قناة السويس البريطانية، وذلك بغرض استخدامها في محاربة القوى الوطنية التحررية في البلدان العربية التي خضعت للاستعمار البريطاني.
وتجدر الإشارة أيضاً أن الكاتب والمفكر عباس محمود العقاد كان قد شن هجوماً كاسحاً على جماعة الاخوان المسلمين وذلك في إطار الصراعات الحزبية التي كانت دائرة ما بين الوفدين والسعديين من جهة وبين الاخوان المسلمين من جهة أخرى، ففي مقالة للعقاد بتاريخ 2 يناير 1949 نُشرت في صحيفة "الأساس" التي تصدر في القاهرة في حينه تحت عنوان (الفتنة الإسرائيلية) قال فيها: " إن هناك سراً لا يعرفه كثيرون عن نشأة الاخوان المسلمين وحقيقة داعيتهم وزعيمهم حسن البنا. وهو انه يهودي من أب يهودي وأم يهودية، وهو ليس مصرياً وإنما مغربي قدم إلى مصر هرباً من الحرب العالمية الأولى، وتلقفته الجماعات اليهودية في مصر، ووفرت له المأوى والعمل، حيث التحق والده بهيئة السكة الحديد في مهنة إصلاح ساعات الهيئة، وهي المهنة التي كان يحتكرها اليهود في مصر. واضاف العقاد بأن زعيم الإخوان دخل باسم "حسن أحمد عبد الرحمن"، وقد أضاف له والده كلمة البنا بأمر من الجماعة الماسونية المصرية اليهودية حتى يكون للتنظيم الماسوني فرع في دولة عربية كبرى مثل مصر. ويشير العقاد بقوله إلى أنه لا يعرف مصرياً يعمل فيه غير اليهود، وكانت مهنة تصليح الساعات من المهن اليهودية، فكيف أصبح الساعاتي بناء بقدرة قادر. هل في البيعة الإخوانية ما هو مشابه لنفس طقوس الانضمام إلى المحفل الماسوني؟
ويجب التنويه هنا بأن ما ذكره العقاد عن أصل حسن البنا وصلته باليهود والمحفل الماسوني في القاهرة لم يؤكده أحد من الباحثين أو الكتاب، ويقول الاخوان المسلمين بأن ما ذكره العقاد عن أصل البنا كان في إطار الصراع الحزبي بين الوفدين الذي كان ينتمي لهم العقاد وبين الاخوان المسلمين. كما أن الباحث اليساري د. رفعت السعيد المعروف بتتبعه لجماعة الاخوان وبعدائه الشديد لهم كان قد قال عما قيل بأن أصل البنا يهودي بأن هذا كلام حكاوي ولا صلة له بالتاريخ"، ويؤكد السعيد: "مسألة أن والده (البنا) أو أسرته يهودية مغربية أمر مستبعد تماماً، والمراهنة على قرينة لقب الأب ليس إلا جراء المهنة (الساعاتي) لا ينهض دليلاً علمياً بأي حال.
هذا سرد موجز سريع لبعض ما ورد في كتابات بعض المنتقدين للإخوان والباحثين في أمور الجماعات الإسلامية وفي مقدمتهم من كانوا قي جماعة الاخوان المسلمين وانشقوا عنها، واتهموا حركتهم الأم بالماسونية.
الوسوم:
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *