جاري تحميل ... مدونة عطا ابو رزق

إعلان الرئيسية

أخر الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

 عطا أبو رزق

 


قالوا: بأن العلم في الصغر كالنقش في الحجر، وليس بالضرورة أن يكون العلم هو القراءة والكتابة، بل قد يكون العلم مهنة أو حرفة أو صنعة يتعلمها الانسان في صغرة، وقد تكون احداثاً ووقائع مرة أو حلوة مر بها الإنسان في صغرة، فهي تبقى منقوشة في ذاكرته، وكلما كبر في السن يمر طيفها أمام ناظريه وكأنها حدثت بالأمس القريب.

هكذا هي احداث الخامس من حزيران 1967م ، كنت حينها طفلاً لم يتجاوز عمره 4.5 سنوات، واحداثها وذكرياتها بقيت منقوشة في ذاكرتي حتى يومنا هذا ، اتذكرها كما أنني اتذكر احداث فيلم كنت قد حضرته قبل ساعات.
اتذكر حالة الخوف والهلع التي بدت على وجوه الأباء والأمهات، وحيرتهم ماذا يفعلون، وكيف يتدبرون أمرهم.
اتذكر الملجأ المتواضع (الاستقام) الذي كان قد أعده أهل الحارة في الشارع الواسع المجاور لبيتنا والمغطى بالواح الزينكو والرمال، وقد اختبأت فيه النساء والاطفال، وبقي رجال الحارة يقفون بجانب حوائط بيوت المخيم بجوار الاستقام، ولم يكن منهم أحد يحمل سلاحاً سوى العصى وبعض قطع السلاح الابيض، ومن كانوا يحملون السلاح القتالي فقد كانوا في مواقع القتال والمواجه مع قوات العدو.
اتذكر عندما قرروا رجالات الحارة ترك بيوتهم والتوجه باتجاه الاحراش والمواصى الواقعة على شاطي بحر خان يونس للاحتماء من جحيم الحرب.
اتذكر الاباء الذين القوا باطفالهم خلف ظهورهم في الكثبان الرملية أثناء فرارهم من قصف طائرات العدو، نتيجة الخوف والتعب من المسير في حرارة شمس حزيران، وعودة الشباب من أهل الحارة لالتقاطهم وحملهم نيابة عن أبائهم وامهاتهم.
الكل فر من بيته دون أن يحمل معه أي شيء من متاع بيته أو زوادة للطريق والاقامة، وكأن هجرة النكبة تتكرر مرة أخرى.
اتذكر بعد يومين من المكوث في المواصي وعندما اشتد الجوع بنا محاولات بعض الجيران العودة متسللين إلي بيوتهم في المخيم للعودة باكياس الطحين وبعض الأكل.
بعد توقف المعارك واثناء عودتنا لبيوتنا في المخيم، اتذكر مشهد جثث الشهداء وبعض الاليات الحربية المصرية المدمرة، والحزن والبؤس ظاهراً على كل الوجوه.
إنها أيام لا تنسى ،،، وذكريات لن ولم تمحى من الذاكرة
الوسوم:
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *