مقالات
كلمة القوى الوطنية والاسلامية في حفل الجبهة الشعبية لتكريم الشهداء وعلى شرف الانطلاقة
كلفني
الأخوة والرفاق في القوى الوطنية والاسلامية بالقاء كلمة في حفل للرفاق في الجبهة
الشعبية لتحرير فلسطين أقاموه لتكريم الشهداء وعلى شرف الذكرى السابعة والأربعين
لإنطلاقتهم في منطقة جورة اللوت .
نص
الكلمة :
رفاقي
الأعزاء قيادة وكوادر واعضاء الجبهة الشعبية ،،،،
الأخوة
والرفاق في هيئة العمل الوطني ،،،
الوجهاء
ورجال الإصلاح ،،،، أهل الحي الكرام ،،،، الحضور جميعاً ،،، كل باسمة ولقبه
ومكانته ،،،،
حياكم
الله ،،، واسعد الله مساءكم جميعاً.
يسعدني
ويشرفني أن أقف بين أيديكم وفي حفلكم هذا متحدثاً وخطيباً باسم اخوتي ورفاقي في
هيئة العمل الوطني في هذا اليوم الأغر ،،،
مشاركين رفاقنا في الجبهة الشعبية احتفائها بالشهداء الأكرم منا جميعاً وبذكراهم
العطرة ،،،، متنسمين في ذات الوقت ذكرى عزيزة على قلوبنا وقلوب رفاقنا في الجبهة
الشعبية وقلوب كل الفلسطينيين انطلاقتهم المجيدة
التي ستمر علينا بعد أيام قليلة ،،، فالرحمة والتحية للشهداء القادة المؤسسين ،،،
الرفيق الحكيم جورج حبش ،،، الرفيق أبو علي مصطفى ،،، والحرية كل الحرية للرفيق
الأمين العام أحمد سعدات ،،،
الرفيقات
والرفاق ،،، الحضور الكريم ..
لم
يمضي وقت طويل على انقضاء حرب ال 51 يوماً التي انتصرت فيها ارادة الصمود والبقاء
عند الفلسطينيين ،،، ورائحة الشهداء مازالت تعطر اجوائنا ،،، ونتفيأ بذكراهم ،،، وطيفهم
لم يبرح خيالنا ،،، بالرغم من هذا الدمار الكبير ،،، الذي أصاب كل شيء على هذه
الأرض ،،، بفعل آلة الحرب الصهيونية الهمجية التي سعت لجرف وقتل كل شيء جميل لنا على
هذا الجزء الصغير الغالي من الوطن الكبير فلسطين ،،، غزة ،،،
انقضت
الحرب ،،، ولم تنقضي نتائجها ،،، ولم تمحى أثارها بعد ،،، رغم مرور اربعة اشهر
عليها ،،، مازالت البيوت المدمرة على حالها ،،، ومازالت مراكز الايواء تأوي الالاف
من العائلات التي فقدت مأواها ،،، ولا أمل
لها في الأفق القريب ،،، فالحصار بات مشدداً أكثر وممنهجاً أكثر،،، وبرعاية دولية
،،، فكيس الاسمنت الذي يدخل إلى غزة كأنه يمر في مرحلة ميلاد متعسرة جداً وتحت
مراقبة العالم أجمع ،،، وأوضاعنا الداخلية لا تسر عدو ولا حبيب ،،، مازالت
المناكفات السياسية هي سيدة الموقف ،،، والمصالحة جمدت في الثلاجة ،،، وحكومة
التوافق الوطني غير قادرة حتى الحظة على تولي مهامها في غزة على أكمل وجه ،،، حالة
من الفلتان المرتب والمحسوب تسري في شرايين غزة ،،، وإلا ماذا نسمى تكرار حالة
القتل للكوادر الوطنية ،،، واستهداف بيوت قادة فتح في غزة ومنصة الاحتفال للقائد
الشيد أبو عمار ،،، وحالة الترهيب والتهديد للكتاب والصحفيين والمثقفين ببيان لما
يسمى داعش ،،، الذي مازال وجودها غير مؤكد في غزة.
الحضور
الكريم
هذا
جانب من حال غزة ،،، وحال ضفتنا ليس بأفضل حال ،،، الاستيطان في الضفة الغربية
يتسارع بشكل جنوني ،،، وحكومة اليمين المتطرف برئاسة نتنياهو تسابق الزمن لحسم
معركتها في الضفة لفرض وقائع على الأرض يتعذر على ضوئها حل الدولتين ،،، وباتت
القدس معزولة عن الضفة ،، ولا يتم الدخول إليها إلا بإذن دولة الاحتلال ،،، وحالات
الاستهداف المنظم من قبل قطعان المستوطنين فاقت كل الحدود كونها باتت تستهدف
الوجود الفلسطيني فيها بشكل أكثر وقاحة وعدوانية من السابق وعلى شاشات الإعلام ،،،
تستند دولة الاحتلال في ذلك إلى دعم حليفتها الاستراتيجية أمريكا التي تستخدم كل
ثقلها لإحباط كل جهود القيادة الفلسطينية في التوجه للمنظمات الدولية لتثبيت عضوية
فلسطين فيها ،،، والتوجه لمجلس الأمن الدولي لتحديد وقت لإنهاء الاحتلال ملوحة
دائماً بل مستخدمة حق النقض "الفيتو" على كل مشروع قرار يدين الاحتلال
في مجلس الأمن الدولي،،،
أبناء
شعبنا العظيم ،،،
على
ضوء ما سبق عرضه اسمحوا لي أن اتوجه باسمكم وباسم اخوتي ورفاقي في هيئة العمل
الوطني للقيادات الفلسطينية لنؤكد على التالي .
1- من أجل إنجاز إعادة الإعمار ،،، وإغلاق مراكز
الإيواء بأسرع وقت ممكن ،،، ولفكفكة الحصار المشدد على غزة ،،، وفتح المعابر بصورة
دائمة ودون معوقات ،،، وللحد من حمى هجرة
الشباب ،،، ولوقف حالة الفلتان الأمني التي باتت تطفوا ملامحها على السطح ،،، ولكفكفة
دمعة أم فقدت أبنها ،،، ولإعادة البسمة لشفاه طفلة فقدت كل شيء لها ،،، على حماس
أن تمكن حكومة التوافق الوطني من تسلم كافة مهامها في غزة بما في ذلك الأمن دون
تلكؤ أو مراوغة لمصالح حزبية ضيقة، وعلى رامي الحمد لله رئيس الوزراء أن يأتي لغزة
لممارسة عمله وإعادة دمج المؤسسات وتصويب اوضاعها دون تأخير.
2- إنهاء الانقسام وتحقيق التوافق الوطني وتفعيل
الإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير، وتسخير كل اشكال النضال لخدمة الهدف
الاستراتيجي الوطني بات ضرورة ملحة وذلك لتمكين القيادة الفلسطينية وشعبنا من
انجاز مشروعة الوطني.
3- إن التأخير في التوجه لمجلس الأمن الدولي
لتحديد موعد زمني لإنهاء الاحتلال ، ومن ثم التوجه للحصول على عضوية كل المنظمات
الدولية وفي مقدمتها اتفاقية روما يمنح الإسرائيليين مزيداً من الوقت لتكريس وقائع
على الأرض تحد من إمكانية حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية، ويطيح بفرص
الاستفادة من حالة التضامن الدولي مع قضيتنا والاعترافات المتزايدة من دول العالم
بدولتنا الفلسطينية ، كدولة لها حقوق وسيادة.
4-
حالة
التراجع في المفاهيم الحضارية والتقدمية ومحاولات قوى الظلام الفاشية فرض هيمنتها
على الواقع الاجتماعي في قطاع غزة ،،، يفرض على كل من يرفض هذا الواقع وفي مقدمتهم
قوى اليسار الفلسطيني والقوى العلمانية أن تقف بقوة وتتصدى بكل حزم لهؤلاء الظلاميين
،،، ورفع الصوت عالياً في مواجهة إدعاءاتهم الظلامية المتخلفة، وعدم تمكينهم من
فرض الخوف والرعب على جماهير شعبنا ،،، وذلك بتحشيد اكبر التجمعات من كل القوى
والشخصيات المتنورة في مجتمعنا بما فيهم رجال الدين الرافضين لسلوك وفعل هؤلاء
الظلاميين، واستخدام كل المنابر الإعلامية والتثقيفية والتعبوية للتصدي لأفكارهم
الهدامة لقيم مجتمعنا وديننا دين التسامح والسلم الاجتماعي.
المجد للشهداء ،،، الحرية للأسرى ،،، والنصر لشعبنا
اخوتكم ورفاقكم في هيئة العمل الوطني