جاري تحميل ... مدونة عطا ابو رزق

إعلان الرئيسية

أخر الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

هذا الرجل في خطر .. المآذن القاتلة والقباب المراوغة



نارام سرجون

من لايزال يبحث عن جذور الدم ولا يدري أين تختبئ وعن جذور الحرب أين تنتهي فان عليه أن يذيب عقله
في أفران الفلسفة ثم يصهره ثم يذيبه ويصهره ثم يذيبه ويصهره ليعيد صنعه ونحته من جديد ليكتب عليه بمداد من نار .. وأما من يعرفون أين تختبئ جذور الحروب وصراع الخير والشر والليل والنهار فانهم الأفذاذ الذين تذوب الفلسفة في أفران عقولهم التي تشبه قلب النجوم .. أولئك يكتبون بحبر يذيب فولاذ الزمن وأقفال القدر .. وحبرهم لا يكتب به الا على جدران الزمن وأسوار الحضارات والأمم ومسارات الضوء والشعاع وأقدار النجوم .. و آلام النيازك وهي تهوي من أحضان النجوم وأنين الجبال تحت سياط الزلازل ..


فماذا سيكتب الزمن - ذاك الفيلسوف الذي يملأ دواة حبره من حمم البراكين - عن تركيا .. وماذا سيخط بحبره الناري على جدران المآذن والقباب التي رفعها أردوغان؟؟ وهل سيكتب عن النيازك التي تتألم في رحلة السقوط من أحضان النجوم ؟؟

ينشغل العالم بتداعيات الطعنة في الظهر التي سددها أردوغان الى الروس بعد أن دعاهم الى بيته وأطعمهم في أنطاليا الوعود وأشبعهم مسرحيات وتمثيليات .. وبينما كان الضيوف يغادرون وعند الباب وجه أردوغان طعنة الى ظهر بوتين .. ولكن على العالم ان ينتظر من هذا السلجوقي الغدار الذي يدخل البيوت الكريمة في يوم ويسرقها في يوم آخر المزيد لأنه ينتظر فرصة ثانية أفضل ليسدد طعنة جديدة للروس .. هذا رجل الناتو ومجيئه الى السلطة كان بقرار أطلسي لمواجهة مع العالم الاسلامي ولتشتيت موجة اسلامية قادتها الثورة الايرانية ووجهتها نحو الغرب وحلفائه وتمكنت من التسرب الى صفوف الاخوان المسلمين الذين بدأت الموجة الايرانية تحركهم معها في نفس اتجاهها وكان هذا يعني السطو على سلاح غربي هدد فيه كل التحركات القومية والتقدمية منذ عبد الناصر الى الرئيس حافظ الأسد .. ولم تكن السعودية وحدها قادرة على اقناع المسلمين بأنها نموذج خلاق للحكم الاسلامي الموازي للحكم الايراني ويساويه .. وكان المرشح للمواجهة هو مصر أو تركيا .. لكن وقع الخيار على تركيا لأن تركيا كانت يوما مركزا للخلافة الاسلامية المديدة وكانت آخر خلافة وسقوطها أوجع المسلمين وصدمهم بعمق .. وفي جوانحهم حنين لأيام كانت دولة الخلافة العثمانية تصل الى قلب فيينا .. أما مصر فلم تكن يوما مركزا لقيادة العالم الاسلامي كإمبراطورية كبرى ولم تستقر بها الا الخلافة الفاطمية وهي لا تمثل في الوجدان الاسلامي الا تجربة محدودة ..
لم يعد أردوغان ذلك السر الذي لا يعرف كنهه أحد ولا ذلك الاسطورة التي صنعها الأتراك لأن الرجل صار معروفا للقاصي والداني أنه جاء بمهمة واضحة منذ أن سلمه أوباما مفاتيح المشروع الاسلامي في تلك الزيارة الشهيرة الى استانبول عقب تسلم اوباما رئاسته .. واردوغان يدرك أن الأمريكيين هم الذين اوعزوا بمساندته في الانتخابات الاخيرة بالمال السعودي وبالزام كتلة فتح الله غولن بالتصويت لحزب العدالة لتعديل النتائج التي هزت اردوغان والتي كانت بمثابة درس واضح ودليل كاليقين من أنه مدين للولايات المتحدة في بقائه وأن اعادته الى السلطة كانت لإتمام تنفيذ مهمة صارت واضحة الآن .. فأميركا لا تترك الحرية لحلفائها في اختيار قيادات لا تريدها .. فعندما اختارت النمسا هايدر الذي وصف هتلر بالرجل الجيد قوطعت النمسا وحوصرت وأرغمت خلال اسابيع على القاء نتيجة الانتخابات في سلة المهملات والتخلي عن هايدر واستبداله في احتقار لرأي الشعب الديمقراطي .. ولو ان الغرب لا يريد أردوغان في السلطة بسبب سلوكه الاسلامي الشاذ لقوطع وطلب من القوى الكثيرة المؤيدة للغرب بإسقاطه .. بما فيها الجيش الذي لاتزال نواته الصلبة بيد الناتو والتي لم يجرؤ أردوغان على المساس بها رغم كل ما قيل ..

الاسلام الأردوغاني يفعل كل ما يريده الناتو وهو ادعى أنه قد ضرب الطائرة الروسية في سورية بتنسيق مع الناتو ونفخ أوداجه وهو يبشر المسلمين أنه يتحدى روسيا ويستعيد أمجاد الاسلام .. وحاول أن يمسرح القضية كما مسرح تمثيلية ديفوس ومرمرة .. واليوم ها هو يقدم آخر عروضه المسماة "مسرحية السوخوي" فقد حاول استثمارها كثيرا في الأيام الأولى عبر رفع الصوت والتحدي .. ولكن هذه الحركات الاستعراضية لا يبلعها الا بلعوم الحمقى .. فهو معروف أنه يهدد ويستعرض عضلاته ولكنه عند الامتحان ينزوي وهو ينظر الى الناتو وينتظر الأوامر .. فرغم أنه هدد منذ خمس سنوات أنه سيقتحم بجيشه الانكشاري سورية وينهي الحكم لأنه قرر أن يصلي في الجامع الأموي فانه كان بنتظر الاذن بذلك من عواصم الغرب حيث القرار .. ولكن الأوامر كانت أن يتريث وأن يدخل متسترا بعباءة المسلحين الجهاديين .. ولذلك أطاع أردوغان الأوامر ولم يجرؤ على الدفع علنا بجيشه عبر الحدود لأنه أبلغ أن هناك قرار شمشون سوري ينتظر أعمدة الشرق الاوسط .. ولذلك فان الناتو قال له ان أي مغامرة بالنسبة لنا خط أحمر لأنها ستدخل المنطقة في حرب ستطال اسرائيل لامحالة وتضربها بقسوة عقابا لنا .. ونحن غير جاهزين لذلك واسرائيل غير جاهزة لذلك .. ومن أجل عيون اسرائيل صمت الرجل وبلع لسانه وحذاءه .. وصار يمر بناظريه بجانب الشريط الحدودي وليست له الشجاعة حتى بالنظر الى ما وراءه الا كما ينظر اللصوص .. وحلق الرجل شاربيه ونسي حماسته وشعاره بأن (المآذن حرابنا والقباب خوذاتنا) .. وصارت المآذن أنابيب للنفط السوري المسروق وقباب المساجد خزانات ومستودعات لكل المال والمصانع والآثار المنهوبة ..فقباب المساجد صارت مغارات اللصوص وليس خوذات المحاربين ..

ورغم انه أراد في مناسبة أخرى أن يدخل عين العرب وأعلن عن مناطقه العازلة فانه لم يجرؤ على فعل اي شيء لأن الرسالة التي تلقاها من السوريين من أنهم سيكسرون رجله ان دخل الجيش التركي وتجاوز خط الحدود .. وكانت الرسالة مغلفة ومختومة بخاتم روسي ايراني أيضا .. فنظر الى رؤسائه مستنصرا ولكن الأوامر كانت بأن عليه الانصياع لقرار منع الحرب ..

أما اليوم فانه يتباهى أنه أسقط طائرة للروس ويحاول أن يقول أنها من تدبيره وهي من بنات شجاعته وجسارته .. ثم يمثل دور الحزين الآسف بعد أن قطف ثمار ضربته في اعلاء شأنه بين الاسلاميين على أنه الجسور المقدام الذي لا يهاب الحرب .. وأنه مستعد للمخاطرة في سبيل دينه .. وأنه رفع المآذن وحولها الى صواريخ تسقط الطائرات الكافرة .. وابداء الندم والحزن لايهم في ميزان حسناته الاسلامية فهي في منطق الفتوى أداة للتمكين .. والحرب خدعة ..

ومن يراقب سلوكه في محاولة استفزاز روسيا يتساءل عن سبب هذا السلوك الانقلابي الذي وصفه بوتين بأنه لا يعرف تفسيره الا الله .. فخلال أيام قرر الرجل التضحية بكل ميزات العلاقة مع روسيا وثمارها غير مكترث بكل مصلحة تركيا من أجل بعض المقاتلين التركمان وهو يدري أن روسيا شرسة ان غضبت ولديها امكانية اثارة ملفات دموية في تركيا ومامنعها هو أنها تحتاج تركيا مستقرة على ضفاف البحر الأسود المقابل لها ..

من جديد يتصرف اردوغان بطريقة مريبة وهو يعرض غواصات تركية قرب سفن روسية وكأنه يتحداها .. ووفق خبراء روس ترجموا ما قاله بوتين من أن أشخاصا آخرين غير أردوغان هم الذين أعطوا تعليمات بإسقاط طائرة السوخوي فان ما يعنيه بوتين هو أن أردوغان ليس سيد قراره بل تلقى أوامر عليا من قيادة الناتو للقيام بذلك .. وما كان عليه الا أن ينفذها ككل تابع ..

مهمة أردوغان الجديدة هي مشاغلة روسيا واستفزازها ووضعها أمام خيارات صعبة .. فبعض المؤشرات تقول ان المخابرات التركية متورطة في تفجير الطائرة الروسية في سيناء والروس صاروا على شبه يقين من ذلك .. وتركيا جاهرت بإسقاط السوخوي غدرا .. وكأن المطلوب هو أن تكون روسية في حيرة من أمرها فلاهي تريد توسيع الحرب والصدام مع الناتو ولاهي تريد التغاضي عن جرح كبريائها .. ولذلك سيكون بوتين أمام خيارات صعبة وهي اما الحرب مع تركيا وربما الناتو أو ايقاف مشروعه في سورية والقبول بنصف نصر ونصف هزيمة وكلاهما هزيمة كاملة مرة ..

الأمريكيون حسب بعض الروس يفكرون في زيادة جرعة الهيرويين لدى أردوغان ليزيد من تحرشاته بروسيا وعيار تحديه حتى يتحول الى مشكلة حقيقية ويتحول في عيون روسيا الى رجل يجب اقتلاعه بأي ثمن ولكنه مثبت بمسامير الناتو .. أي بتحول أردوغان الى نظير للرئيس بشار الأسد الذي تحاول أمريكا اقتلاعه .. وهنا تبدأ المقايضة .. تخلوا عن الرئيس بشار الأسد فنتخلى عن أردوغان .. فالرجلان هما مصدر كل التوتر بين المعسكرين .. واذا كان أردوغان قد قلل أدبه مع روسيا وتسبب لها بالمرارة والحرج فان الأمريكيين يحسون بنفس المرارة من بقاء الرئيس الأسد .. وسيكون الاقتراح الأمريكي بأن يتم القبول الروسي ببديل عن الأسد وستقوم أمريكا بتبديل أردوغان وطاقمه من خلال انقلاب قصر أو انقلاب حزبي أو انقلاب يقوده رجالها في الجيش التركي الذين لم يسمح لأردوغان بالمساس بهم عندما أطاح بقيادات الجيش .. ففي الصفقة الأمريكية سلة كاملة للحلول كما يعتقدون .. أي يخرج الرجلان اللذان هما مصدر المشاكل والا استقرار في الشرق وسبب وجود التطرف وداعش وسبب أزمة المهاجرين .. فالأسد كما يقول الغرب اطال وجوده الحرب وأردوغان أطلق التطرف لمحاربة الأسد .. والمهاجرون تسبب بهما صراع الرجلين وسيعودون ان ذهب الرجلان وصراعهما .. وفي أحسن الأحوال يمكن أن تقترح أمريكا أن يبقى الرجلان ولكن بعد تقسيم سورية بينهما ويبقى الأسد في سورية "المفيدة لسورية" .. ويبقى أردوغان في "سورية المفيدة لتركيا" .. أي يحل أردوغان محل داعش وينهي طموحات الأكراد ويتحول الى شرطي السير وشرطي خطوط الغاز بين ايران والعراق وسورية ..

من يسمع الأمريكيين يعرف كيف يفكر الكاوبوي .. فالعالم في عيونهم مزرعة وأبقار وبنادق وعجول للبيع والصفقات .. ولكن الكاوبوي لا يعرف الروس جيدا .. فعندما طرحت هذا المشروع الأمريكي على أحد الروس المعروفين باتصالاتهم مع الحلقة الأولى المحيطة بالرئيس بوتين قال: كأنك تعرض علينا أن نبدل الخشب بالذهب .. نعطي الأمريكي الذهب ويعطوننا الخشب .. لأنك تستطيع أن تجد كل يوم عميلا لأمريكا مثل اردوغان ولكنك قلما تجد عدوا صلبا لها مثل الأسد الذي تحداها في العراق ولبنان عندما لم يجرؤ أحد على تحديها وهي منتصرة .. تستطيع أمريكا صناعة ألف أردوغان وألف سلمان وألف تميم كل يوم ولكنها تعجز عن ثني رجل واحد مثل الأسد .. فهل نتخلى عن ألد أعداء أمريكا؟؟ ان روسيا لا تقدر أن تغامر مثل هذه المغامرة الخطرة لأن دروس التاريخ علمتنا أن خطأ واحدا قاتلا يعني نهاية أمة .. وروسيا تعلم علم اليقين أن الأسد هو الوحيد الذي تواليه القوات السورية كلها وغيابه قد يضعف الجيش السوري معنويا ويفككه بسهولة .. لأن غياب القائد في ظروف الحرب يعني الكثير للجيش وأهداف المقاتلين .. وان غاب الجيش السوري بغياب الأسد عن المشهد الشرق أوسطي غابت معه سورية وروسيا معا وعادت أمريكا الى التحكم بروسيا أيضا .. أما ان غاب أردوغان فلن يتغير شيء كثير في المشهد التركي لأن تركيا ولاية من ولايات الناتو ..

من خلال ما سمعت فان كل من يعرف سيرة أردوغان عليه أن يدرك أنه يحضر لطعنة جديدة تنفيذا لمهمة التحرش واستدراج روسيا الى خيارات صعبة .. فهل ستكون ضربته القادمة داخل روسيا أم خارجها؟؟

من خلال ما يقوله الروس في جلساتهم وما يتسرب من كلامهم القليل الذي تعلموا التقليل منه منذ الحكم الشيوعي هو أن هذا الرجل "صار في خطر" لأنه يلعب أخطر لعبة دولية ويضع رأسه تحت الفأس الروسي ولكن الأخطر أنه قد يتحول الى قربان لمرحلة حرب قادمة .. فالروس صاروا يريدون ازاحته ولكنهم يرون بقوة أن هناك احتمالا قائما بأن الرجل قد يتم اغتياله على يد الأمريكيين أنفسهم عندما يرون أنه صار مفيدا لهم أكثر بموته ..

وسبب هذا الميل في الاعتقاد هو أنه بعد أن تنفخ الولايات المتحدة والناتو اسمه وتضخمه في مواجهة روسيا وتحديها فأنها وفق تغيرات الموقف وتغيرات التقديرات عندما يتحول الى صاعق تفجير قد تقوم أمريكا بسيناريو نسفه على طريقة رفيق الحريري واتهام روسيا بذلك في رحلة البحث عن (الحئيأة) وتحويله الى شهيد الاسلام الذي قتلته روسيا الارثوذكسية وسيظهر جنبلاط تركي وأبو عدس روسي وشهود عيان أرسلهم ميدفيديف وأعطاهم بوتين المتفجرات في الكرملين .. ويصبح الفاسد بلال أردوغان تاجر النفط المسروق الذي ملأ بطون المساجد ومآذنها بالمسروقات والنفط المنهوب مثل سعدو الحريري زعيم العالم السني وتصبح أمينة أردوغان مثل الست بهية .. فكما حولت أمريكا كل سنة العالم الى أعداء للشيعة وايران وحزب الله بإعدامها لصدام حسين ونسفها لموكب لحريري فإنها يمكن أن تستعمل جسد أردوغان لإطلاق عداء السنة في العالم كله ضد روسيا وتوجيه كراهيتهم وارهابهم اليها بحجة أنها قتلت خليفة وسلطان وأمل الخلافة الاسلامية الذي قاد المعجزة التركية وبذلك تكون أمريكا قد استفادت منه حيا وميتا .. وهذه لعبة يجيدها الأميركيون بمهارة فائقة .. فرغم أنهم هم الذين أسقطوا بأنفسهم صدام حسين ثم أعدموه تحت شعارات الشيعة والأكراد وهم الذين قتلوا الحريري في لبنان فان الأميركيين وجهوا بمهارة وحذق غضب السنة في العالم الاسلامي وكراهيتهم للشيعة وايران وحزب الله والرئيس بشار الأسد ..

الروس صاروا ينظرون الى أردوغان على أنه يقوم بوظيفة اشغال روسيا واطالة عمر الارهاب وتحوله الى كمين بيد الغرب .. فهو سيكون مؤذيا لهم ان بقي حيا أو ان قتل .. ولكن أخطر ما استنتجه الروس هو أنهم تأخروا جدا في اصدار الحكم على هذا الرجل .. وأن تقديرات السوريين كانت دقيقة جدا وكانوا على صواب في رؤيتهم لتطور الأزمة السورية وأن تفتيت سورية والعراق يقصد به تفتيت روسيا أيضا .. وأن التجرؤ على طائرة السوخوي بصاروخ طائرة تتبع للناتو كسر عرفا عمره أكثر من خمسين سنة ويراد به تدشين أول مواجهة بين الناتو وروسيا وتقوم تركيا برأس الحربة فيه وموافقة البرلمان البريطاني على الانخراط بضرب أهداف في سورية هو من أجل خدمة تصعيد الموقف بين تركيا وروسيا الذي يراد منه وضع الصفقة الأميركية على الطاولة .. ولذلك فان ازاحة الاسد في أي صفقة دولية مقابل أردوغان تعني في النهاية نجاح المشروع الغربي بإقامة كيانات دينية غير ثابته في سورية والعراق وتكون خارج القانون الدولي وغير معترف بها ولكن تتبع لتركيا والناتو مستقبلا .. وستعني مرحلة اعداد لإطلاق مشروع مهاجمة روسيا وفق سيناريو اسلامي واضح ..

أنا صرت على يقين من أن ضربة السوخوي أحدثت هزة عنيفة في البيت السياسي الروسي الذي انتقل الآن الى خيار متقدم جدا بشأن تركيا .. مفاده أن روسيا لن تقبل الهزيمة وأن مجرد قبولها الهزيمة والاستجابة لرغبة أمريكا يعني أنها البيريسترويكا الثانية والسقوط الثاني .. ولذلك فان لا خيار أمام روسيا الا أن تنزل الحصان الخشبي التركي بطريقتها .. وهذه الطريقة ربما هي التي لا يتوقعها الغرب .. فلا هي تريد قتل أردوغان ولا تريد الحرب مع الناتو لكنها ستكسر اردوغان حيا وتذيقه طعم الذل عسكريا وسياسيا اما بعملية عسكرية خاطفة في سورية تذل الجيش التركي وتأسر قياداته المتواجدة على الأرض السورية أو بإطلاق حرب تركية داخلية لكسر شوكته بسيفه .. وربما بطريقة تفوق أي تصور يقررها فلاديمير بويتن ليلقن العالم به درسا لا ينسى ..

ومن المعلوم أنه حتى لو دفع الغرب أردوغان الى المواجهة فان روسيا تدرك يقينا أن الناتو - مهما ثرثر عن تفعيل الدفاع عن عضو الناتو - لن يغامر بالحرب مع روسيا الا في حدود محسوبة جدا لا تؤذيه لأن روسيا صارت تدرك أن الرأي العام الغربي حائر أيضا لأن الدعاية الروسية أظهرت ان تركيا هي راعية داعش وهي المسؤولة عن العنف الذي حدث وموجات الهجرة وهناك اعتراف اوروبي مبطن بمسؤولية الأتراك عن موجات الهجرة وقدرتها على التحكم بها بدليل تقديم مكافآت غربية لها لإيقاف الهجرة وان كانت غايتها العميقة تعويض خسائر تركيا من المواجهة الاقتصادية مع روسيا .. فهل يمكن أن يحارب العالم من أجل تركيا الفاسدة الاسلامية مربية داعش؟؟ سؤال مطروح لأن المغامرة مع روسيا ليست عادية اطلاقا .. وسنترك ذلك للرئيس فلاديمير بوتين الذي سينتقي أنظف الطرق وأقلها كلفة .. لكن لاشك أن أخطر نتيجة لهذه المرحلة هي في استنتاج أن: هذا الرجل في خطر .. نعم أردوغان في خطر .. في خطر من غدر أصدقائه الأمريكيين وبيع جسده لإعلان الجهاد ضد روسيا .. وفي خطر من أن يقتل نفسه بسيفه أو بسيف روسيا .. هذا ما قاله بوتين .. وسمعه العالم .. عن الرجل التركي الذي فقد صوابه .. والذي حمل المآذن كالرماح يوما ليقتل بها ورفع القباب كالمتاريس فسرق بها ونهب .. ثم قتلته رماحه نفسها .. وسقطت عليه قبابه ..
الوسوم:
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *