جاري تحميل ... مدونة عطا ابو رزق

إعلان الرئيسية

أخر الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

إسرائيل وخلق الذرائع

 

بقلم: عطا حسن أبو رزق.

 


كثيراً ما رفضت بعض القوى والفصائل الفلسطينية فكرة أن دولة الاحتلال تبحث عن الذرائع لتبرر عدوانها وإن لم توجد فهي تحاول خلقها. وهنا سأورد بعضاً من مذكرات موشيه شاريت (رئيس وزراء دولة الاحتلال في منتصف خمسينات القرن الماضي حيث يذكر فيها ما قاله وزير حربه موشي دايان، في حوار داخلي  تعقيباً على محادثات الولايات المتحده وبريطانيا معهم بخصوص ادعاءاتهم وشكواهم المتكررة بأن مصر عبد الناصر والعرب يرغبون برميهم في البحر.

"(26/5/1955) قال دايان: نحن لا نريد حلفاً أمنياً مع أمريكا، فمثل هكذا حلف يُشكل عائقاً لنا. في الواقع نحن لا نواجه خطراً أبداً من القوات العسكرية العربية، حتى لو تسلموا مساعدات عسكرية ضخمة من الغرب سنبقى على تفوقنا العسكري لثماني أو عشر سنوات قادمة والفضل لإمكاناتنا الأكبر وغير المحدودة الممثلة بالتسليح الجديد. من ناحية أخرى، إن عملياتنا الثأرية هى غذاؤنا الحيوي. فوق كل شيئ، لقد مكنتنا من إلغاء إيجاد حماس بين أهلنا - شعبنا ~ وفي الجيش. وبدون هذه العمليات كنا سنتوقف عن كوننا شعباً مقاتلاً، فيترك المستوطنون المستوطنات. يجب أن نقول لهؤلاء المستوطنين إن الولايات المتحدة وبريطانيا ترغبان في اخذ (النقب) منا. ومن الضروري أن نقنع شبابنا بأننا في خطر.

ويضيف رئيس الوزراء إلى ما سبق تفسيراته الشخصية:

"الاستنتاجات من كلمات دايان واضحة: ليس لهذه الدولة التزامات دولية، وليس هناك مشاكل اقتصادية، ومسألة السلام غير موجودة. يجب حساب خطواتها بأسلوب ضيق الأفق والعيش بحد السيف. يجب رؤية السيف على أنه الأساس، وهو الألة الوحيدة التي نستطيع بها أن نحتفظ بمعنوياتنا عالية، ونحو هذا الهدف يمكن – وليس يلزم – اختراع أخطاء غير موجودة، وللقيام بذلك يجب أن تبنى أسلوب الإثارة والثأر. وقبل كل شيء لنأمل بحرب جديدة مع الدول العربية لكي نستطيع في النهاية أكتساب فضائنا. (بن غوريون نفسه) – كما يتذكر دايان – قال: إنه من المفيد والجدير بالأهتمام، دفع مليون جنيه لأحد العرب ليبدأ حرباً ضدنا.

إن المتمعن في أقوال كبار مسؤولي دولة الاحتلال يجد بأن سياسة خلق المبررات سياسة راسخة في ضميرهم وثقافتهم، فهم يدركون تماماً أنه بدون هذه المبررات لن يستطيعوا تحقيق أهدافهم المتمثلة في ابتلاع كل أرض عربية تطأها اقدام جنودهم الغزاة. لذلك فهم حريصون على التقاط كل الذرائع والمبررات التي تتيح لهم تنفيذ عدوانهم، فهذا ما استخدموه في كل حروبهم مع الدول العربية منذ حرب 1948م مروراً بالعدوان الثلاثي في عام 1956م وحرب حزيران 1967م وحرب الكرامة عام 1968م والحروب على لبنان منذ عام 1970م وحتى حرب عام 2006م. وكذلك الحروب على الثلاثة على غزة 2008 – 2009 وحرب 2012 وحرب 2014.

فهل بالإمكان أن نتعلم كيف نسحب من بين أيديهم كل الذرائع والمبررات لعداونهم المتكرر علينا؟؟؟

الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *