جاري تحميل ... مدونة عطا ابو رزق

إعلان الرئيسية

أخر الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

معركة مبادرات إنهاء الانقسام



الكاتب : عطا أبورزق
كثر طرح المبادرات التي تهدف إلى إنهاء وضع الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية ، وجاء هذا التزايد في المبادرات بعد الثورة المصرية التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك الذي كان راعياً للحوارات
الفلسطينية الفلسطينية والتي أنتجت ما سميى بالورقة المصرية والتي وقعت عليها حركة فتح ولم توقع حماس، وذلك بسبب الاستدراكات والتخوفات والنواقص و و و  ..... والخ ، التي تذرعت بها حماس كي لا توقع على الورقة المصرية وطالبت بفتحها من جديد والتحاور حول نقاطها مرة أخرى من جديد مع حركة فتح لرتي عيوبها كي تتوافق والمصلحة الحمساوية، وهذا ما رفضة الجانب المصري أنذاك وكذلك كافة الاطراف الفلسطينية على اعتبار أن ما ورد في هذا الورقة هو نتاج حوارات طويلة جرت بين كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها فتح وحماس، والذي لخصه الجانب المصري في ورقه عرضت على حماس قبل غيرها وأبدت موافقتها التامة عليها، ومن ثم تم الاعلان عنها من قبل الجانب المصري وتوصيلها لكافة الاطراف الفلسطينية كي توقع عليها، وحدث ما حدث من مسرحية التوقيع. وعلى الرغم من ذلك فقد جرت حوارات بين فتح وحماس في دمشق لنقاش تحفظات حركة حماس على الورقة المصرية ، وتم الاتفاق على كافة القضايا المختلف عليها باستثناء جزئية الاجهزة الأمنية والواقع الجديد الذي أنشأه الانقسام على هذه الاجهزة، وتوقف الحوار أو أرجئ إلى أجل غير مسمى، إلى أن سقط نظام مبارك، وفوراً سارعت حماس لتنعي في كل وسائل الاعلام الورقة المصرية معلنة بذلك وفاتها وإنتهائها، ومصرحة بأن الاوضاع الجديدة باتت تحتاج إلى إعادة اتفاق جديد يتجاوب مع المتغيرات التي تحدث في العالم العربي وخصوصاً ما حدث في مصر .
هذا الواقع الجديد على العالم العربي ومصر دفع العديد من القوى والاحزاب والشخصيات الفلسطينية تبادر لطرح مشاريع ومبادرات تهدف إلى إعادة الوحدة وإنهاء الانقسام. فتقدم السيد سلام فياض رئيس الوزراء بمبادرته وقوبلت بالرفض من قبل فتح وحماس، ورغم ذلك يحاول مناصري فياض والطريق الثالث الترويج لمبادرة فياض الذي قتلت في المهد من قبل الطرفين الرئيسيين في الصراع،  حزب الشعب الفلسطيني في اجتماع لجنته المركزية الاخير المنعقد في 23 يناير تقدم هو الأخر بمبادرة تحمل رؤية سياسية لكافة الاطراف الفلسطينية بغرض نقاشها والحوار عليها، كما تقدم مؤخراً عدد من الناشطين السياسين والحقوقين بمبادرة من أجل ذات الهدف، وهاهي حماس تتحث عن عزمها تقديم مبادرة تسميها شامله لإنهاء الانقسام، وكل مبادرة من المبادرات التي تم طرحها والتي ستطرح مؤكداً من قبل احزاب وقوى وشخصيات فلسطينية لاحقاً -لأنها لا تريد أن تشعر بنقص في دورها في هذه المعركة – المهم أن الجميع يطالب الجميع الحوار حول مبادرته. وكأن الأمر لدينا نحن الفلسطينيون متعلق في معركة المبادرات ومن ستتغلب مبادرته على الأخرين، كي يخرج علينا متفاخراً بأنني أنا من قدم طوق النجاة وانقذ السفينة من الغرق، وكأنهم لا يدركون بانهم في معاركهم السفسطائية هذه يسرعون في إغراق السفينة بجميع ركابها. كما أنه لم يتبادر إلى ذهن أحد من المتباريين بطرح المبادرات بأن يسأل ما حاجتنا لكل هذه المبادرات مادمنا لا ننفذ ما يتم الاتفاق عليه. والمثال على ذلك واضح وساطع سطوع الشمس في وثيقة الوفاق الوطني في العام 2006 التي توافق عليها الجميع في القاهرة في حوارات مطولة ، حيث ناقشت كل جوانب وتفاصيل العمل السياسي والكفاحي الفلسطيني ولم يلتزم بها أحد، ومؤخراً ورقة المصالحة المصرية التي هي حصيلة نقاشات وتفاهمات فلسطينية فلسطينية كما أسلفت سابقاً.  فلماذا إذاً نستمر في دوامة طرح المبادرات، والتي باتت تشعر المواطن الفلسطيني بأن كل هذا الهرج والمرج في طرح الأفكار والمبادرات ماهو إلا إهدار للوقت ولإطالة أمد الأزمة الفلسطينية، وزيادة عمر الانقسام وتعميقه لأن المستفيدين من هذه الحالة باتوا كثر. فحماس تسيطر على قطاع غزة بقوة السلاح وبدون أي شرعية تذكر الأن، وكذلك الحال في الضفة الغربية الذي تسيطر عليه فتح أيضاً دون أي وجه شرعي، وكل طرف من الطرفين يستخدم كل ما لديه من وسائل قمع لإخماد أي صوت يقول كفى لهذا الوضع المزري الذي وصلنا إليه، وحجة كل طرف أن كل محاولة احتجاج في جناحي الوطن تفسر على أنها خدمة للطرف الخصم، مما قد تسبب في زعزعة الأمن والاستقرار . أما الشعب الفلسطيني منبع الثوار وصانع المجد لتاريخنا وقضيتنا بشهدائه ومعتقليه وجرحاه وثكلاه، وبنساءه ورجاله وشيوخه وشبابه واطفاله،  ليس مهماً في معادلة الطرفين، فهو سيبقى في نظرهم النار التي تشتعل كي تدفئهم، وتحفظ تدفق الدم في شراينهم، والجسر الذي يجتازون عبره النهر كي يوصلهم إلى غاياتهم وأهدافهم التي لا تتوافق وأهداف شعبنا وطموحاته. فهم تعاملوا معه طول الوقت وكأنه رهينة بيدهم ودرع واقي ليصد هجمات أحد الخصوم على الأخر، ومصدر لمراكمة ثرواتهم وغناهم عبر افقاره.
شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج مل من هذا الوضع المشوه في حياته، ومن استخدامه بطريقة مشينه لإدامة الصراع الفلسطيني الفلسطيني وإطالة عمر الانقسام ، وأطلق ومازال يطلق تحذيراته لكلا الطرفين، عبر احتجاج صغير هنا، واحتجاج صغير أخر هناك ، ولسان حاله يقول لهم كفوا عن هذه السخرية، ولنسدل الستار على مسرحية الانقسام الهزلية التي باتت مشاهدها مقززه، أإن إنهاء الانقسام ليس بالمعضلة الضخمة التي تحتاج إلى كم هائل جداً من الورق الذي تكتب عليه المبادرات دون أن ترى واحدة منها النور، فلننهي الانقسام ونذهب قبل كل شيء إلى الانتخابات التي تحدد وتجدد الشرعيات ومن ثم لدينا مبادرة الوفاق الوطني لنعد إليها ونعمل على تنفيذها ونلتزم بها ونسير على هداها، في إطار مجلس تشريعي جديد وفعال ومجلس وطني منتخب يمثل الكل الفلسطيني ولجنة تنفيذية قادرة على الاضطلاع بمهامها كقيادة جماعية حقيقية لشعبنا لحين نيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وإقامة دولته الحرة والمستقلة. قبل أن يصل الطوفان، طوفان الشعب الذي لن يبقى ولن يذر ولن يرحم كل من تلاعب وعبث في مصيره  ومصير ومستقبل أبنائه .
9/2/2011
Attah90@hotmail.com 

الوسوم:
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *