جاري تحميل ... مدونة عطا ابو رزق

إعلان الرئيسية

أخر الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

شموع الفقر ،،، موعظة للمسئولين


الكاتب : عطا أبورزق

تكررت حالات الموت في قطاع غزة التي تحكمه وتسيطر عليه حكومة حماس جراء اشعال الشموع لتبديد عتمة اليل البهيم في أجواء الشتاء البارد، ولا أحد يعلم متى سينتهي مسلسل الموت البشع هذا الذي يحصد الاطفال والشيوخ ولا يستثني الشباب والرجال والنساء. عائلة بأكملها بالأمس قضت جراء شمعه، جراء اهمال المسئولين، جراء انقطاع الكهرباء، أب وزوجته وأربعة أطفال في عمر الزهور من عائلة ظهير ماتوا متفحمين . من يتحمل مسئولية ذلك؟. هل من أحد جرئ في هذا البلد يعترف بتحمله المسئولية عن موت هذه العائلة بأكملها. أين حكومة الأيادي المتوضئة والربانية التي زعم قادة حركتها بأنهم كلفوا من رب العزة لحكم هذا الشعب، لأنهم هم وليس غيرهم من  سيحكم بشرع الله ويسيرون على هدي نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الميامين. وسينشرون العدل في الأرض، وسيكونون خدماً لهذا الشعب.

ألم يكن عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) يسير في الليل بين البيوت في المدينة يتحسس الأم وأوجاع الناس، من بات جوعان ومن بات شبعان، ولا أعتقد بان قصة المرأة العجوز التي كانت تضع في القدر ماء وتحركة لكي تسكت صراخ اطفالها الجائعين، لم يقرأها أحد، وأن عمر بن الخطاب خليفة المسلمين حمل على ظهرة من بيته ما وجده ليطعم الاطفال بنفسه. ألم يحرم عمر بن الخطاب على نفسه أكل اللحم والسمن في عام الرمادة حتى تتحسن أحوال المسلمين عامة ،  واليس هو القائل " والله لو أن بغلة عثرت بشط الفرات لكنت مسئولاعنها أمام الله، لماذا لم أعبد لها الطريق.
 ألا تتحمل هذ الحكومة المسئولية عن هذا الحادث المؤلم الذي تكرر كثيراً ، أم سيتم تحميل المسئولية إلى حكومة رام الله وسلطة عباس على حد تعبيرهم وللإنقسام والحصار.  أم سيتم تبريره بالقضاء والقدر وسيتهم كل من يسأل عن دور الحكومة والمسئولين عن ذلك بالكفر والالحاد والخروج عن ملة الاسلام.  أم ستتحمل المسئولية العائلة المقضي عليها نتيجة جهلهم وعدم التزامهم ببديهيات السلامة والأمن التي طالما تحدث عنها المسئولين في وسائل إعلامهم.
لم تكف حكومة حماس طول فترة حكمها الاجباري على غزة عن التصريح ليل نهار بأنها جائت لتخلص الناس من الفساد والفاسدين وترفع الظلم عن المظلومين وتقيم العدل بين الناس، وإن أغلق الكارهون في وجهها باب، فتح الله بدلاً عنه ألف باب، ولذلك فهي لم تتأثر بحصار ذوي القربى و الأعداء، والمال القادم من الانفاق تدفق تدفق السيل العرم، ولم تعاني من أزمة مالية كما تعاني الحكومة الفلسطينية في رام الله التي ساهمت في حصارها حسب إدعاء حماس. وهذا شيء عظيم ينم عن حكمة وحسن تدبير وقدرة فائقة في تحصيل الأموال اللازمة لتسيير أمور البلد أليس كذلك. وهذه التصريحات لم تتجاوز حد المناكفة السياسية الناتجة عن الانقسام الفلسطيني . لكن لو سألنا السادة في حكومة حماس ماهي قيمة المبالغ التي تنفقها على التعليم أو الصحة أو الشئون الاجتماعية، وعلى مشاريع الاسكان والتطوير في الطرق وبناء المدارس، من الأموال التي تدفقت عليها مضافاً لها الأموال التي يتم تحصيلها من الناس مثل الضرائب وفواتير الكهرباء ومختلف الرسوم الأخرى التي لا مجال لذكر جميعهاهنا ؟. نجد انه لا شيء.  فالتعليم والصحة والشئون الاجتماعية تتكفل بها ميزانية الحكومة في رام الله، وبناء المدارس تتكفل بها الوكالة وبعض المانحين، وكذلك مشاريع الطرق على صندوق البلديات. حتى مشاريع التشغيل للعاطلين عن العمل تتكفل به إما الوكالة أو بعض المشاريع المموله من الخارج . عدى عن ذلك هل بأستمرار الانقسام واستفراد حماس بحكم غزة استطاعت أن تقيم العدل بين الناس؟ ، وهل قضت على الفساد والمفسدين؟، وهل حدت من زيادة عدد الفقراء ؟، هل تحسنت ظروف عيشة المواطنين؟، هل توفرت لهم الكهرباء حتى يتوقف مسلسل الموت من الشموع والفحم عن حصد مزيد من الأرواح البريئة؟،  وهل استمرار هذه الحالة المنقسمة ستؤدي إلى حياة كريمة للمواطنين ؟، وهل سأل هؤلاء المسئولين أنفسهم يوماً هل أدوا رسالتهم تجاه مواطنيهم وشعبهم  كما أمرهم دينهم ؟ أليس لهم في سيرة عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي أسوة حسنة يتبعونها؟ إذ تقول زوجته : دخلت عليه يومًا، وهو جالس في مصلاه، واضعًا خده على يده، ودموعه تسيل على خديه، فقلت له: ما لك؟ فقال: "ويحك يا فاطمة! قد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت، فتفكرت في: الفقير الجائع، والمريض الجائع، والعاري المجهود، واليتيم المكسور، والأرملة الوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب، والأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمتُ أن ربي عز وجل سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم، فخشيتُ أن لا يثبت لي حجة عند خصومته، فرحمتُ نفسي، فبكيت". فهل بكي المسئولين عندنا عائلة ظهير ؟ وهل توعدوا وتعهدوا أن لا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى ؟.
إن لنا في تاريخنا البعيد والقريب عبرة فمن لم يأخذ بها سيجرفه طوفان الشعب ولن يرحمة أحد ، والاستهانة بالناس وبهدر ارواحهم ليس بالأمر البسيط الذي يمكن تجاوزه دون محاسبة. فالشعوب تمهل ولا تهمل، فحذاري حذاري حذاري من غضب الشعب.
الوسوم:
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *