مقالات
في الذكرى عبرة يا أولي الألباب
بقلم
/ عطا ابو رزق
من
المفيد في هذه الظروف التي يزور فيها الرئيس محمود عباس الولايات المتحدة
الأمريكية لمقابلة الرئيس
باراك أوباما أن نذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين بالمواقف الأمريكية والإسرائيلية من الرئيس أبو عمار بعد فشل تجربة مفاوضات كامب ديفيد 2. وسأورد هنا بعض ما ذكره الكاتب والصحفي " جيرمي سولت "، في كتابه " تفتيت الشرق الأوسط "، مستنداً إلى أرشيفات البيت الأبيض والخارجية الأمريكية و CIA .
باراك أوباما أن نذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين بالمواقف الأمريكية والإسرائيلية من الرئيس أبو عمار بعد فشل تجربة مفاوضات كامب ديفيد 2. وسأورد هنا بعض ما ذكره الكاتب والصحفي " جيرمي سولت "، في كتابه " تفتيت الشرق الأوسط "، مستنداً إلى أرشيفات البيت الأبيض والخارجية الأمريكية و CIA .
يقول سولت : " بعد أن انزلقت وتهاوت (
عملية السلام )، غمر الحنق والغيظ رأس عرفات، وتحول على الفور، من صانع سلام إلى
إرهابي متآمر على تدمير الشعب اليهودي"، وأضاف بأن كثير من الكتاب
الإسرائيليين ومنهم الكاتب الروائي والناشط في سبيل السلام " أموس أوز "
اتهم ابو عمار بأنه يريد استئصال إسرائيل كلها وشن حرب مقدسة ضد اليهود، وطالب
"باراك " و " بني موريس " زعماء الغرب بمعاملة عرفات ومن هم
على شاكلته في المعسكر الفلسطيني، كشرير، لا يوثق به، وغير مقبول، فاسد، انتكاسي
ولا سبيل لإصلاحه . وفي العام 2003 بعد تسلم شارون العدو التاريخي لأبو عمار رئاسة
الوزراء قرر "مبدئياً" طرد أبو عمار من المناطق المحتلة ، وقال : "
ستعمل إسرائيل على رفع هذا العائق في طريق السلام بالطريقة، وفي الوقت الذي تقرر
فيه ذلك، بصورة مستقلة ". غير أن شاؤول
موفاز وزير الدفاع، وآفي ديختر رئيس الشين بيت كانوا يفضلون قتل عرفات، ويضيف
الكاتب بأن هذه الرغبة أيضاً كانت رغبة ووجهة نظر جريدة " الجيروزاليم بوست
" اليمينية " يجب أن نقتل ياسر عرفات لأن العالم لم يترك لنا خيار آخر
... وعندما تصل نقطة الحسم لا مجال لأنصاف الحلول. إذا كنا سنُدان، في كل الأحوال،
فيجب على كل حال القيام بذلك بطريقة صحيحة"، ولم يكن موقف إيهود أولمرت نائب
رئيس الوزراء بعيداً عن هذا الموقف فقد قال : قتل عرفات " كان بلا ريب أحد
الخيارات ". دون أن يكون هناك موقف أمريكي جاد وقوي يكبح جماح التصريحات
والسلوكيات الإسرائيلية المتطرفة ومن مختلف المستويات والأوساط تجاه الرئيس عرفات،
واقتصر الموقف الأمريكي على تصريح تافه لا قيمة له لكولن باول يقول فيه : "
لا نؤيد إزالته ".
لا
أريد الإطالة أكثر من ذلك لكن ونحن نعيد إلى الذاكرة هذه الشواهد التي ساقها
الكاتب الصحفي الاسترالي جيرمي سولت حول التحول في الموقف الأمريكي والإسرائيلي
تجاه الرئيس الراحل ابو عمار جراء ثباته على موقفه الرافض لما قدم له من عروض
تستثني القدس وقضية اللاجئين الفلسطينيين، وما أضمرت عليه الحكومة اليمينية
المتطرفة في إسرائيل مقابل صمت مطبق من قبل الأمريكان، بعد أن حاصرت الرئيس عرفات
في خرائب مكتبه الذي دمرته الدبابات الإسرائيلية في المقاطعة امام سمع وبصر العالم
أجمع. أتُخذ القرار بالخلاص من الرئيس عرفات نهائياً، وهنا الكاتب الاسترالي يوجه
أصبع الاتهام بوضوح لكل من إسرائيل والولايات المتحدة كما كان هذا هو موقف منظمة
التحرير والسلطة الفلسطينية طوال تلك الفترة ، فما الذي تغير الأن، إن في الذكرى
عبرة يا أولي الألباب .
كاتب
وباحث في الشئون السياسية