مقالات
مخططات إسرائيل الاستراتيجية للمنطقة العربية التي وضعتها في عقد الثمانينات من القرن الماضي
بقلم الكاتب : عطا أبورزق
أورد
الكاتب والمفكر الفرنسي " روجيه جارودي " في كتابة " الأساطير
المؤسسة للسياسة الإسرائيلية " والذي أعد المقدمة له
الكاتب والمفكر الكبير الاستاذ " محمد حسنين هيكل "، أورد جزءاً من مقال نشرته مجلة " كيفونيم " (توجهات)، التي تصدرها " المنظمة الصهيونية العالمية " في القدس، حيث تناولت هذه المقالة " خطط إسرائيل الاستراتيجية في عقد الثمانينات " ، والتي أعتبرها الكاتب بمثابة احد الشهادات الدقيقة التي تكشف حقيقة النوايا الإسرائيلية الهادفة لبناء ما يسمى " إسرائيل الكبرى " ، ومما جاء فيها:
الكاتب والمفكر الكبير الاستاذ " محمد حسنين هيكل "، أورد جزءاً من مقال نشرته مجلة " كيفونيم " (توجهات)، التي تصدرها " المنظمة الصهيونية العالمية " في القدس، حيث تناولت هذه المقالة " خطط إسرائيل الاستراتيجية في عقد الثمانينات " ، والتي أعتبرها الكاتب بمثابة احد الشهادات الدقيقة التي تكشف حقيقة النوايا الإسرائيلية الهادفة لبناء ما يسمى " إسرائيل الكبرى " ، ومما جاء فيها:
"
لقد غدت مصر، باعتبارها كياناً مركزياً، مجرد جثة هامدة، لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار
المواجهات التي تزداد حدةً بين المسلمين والمسيحين. وينبغي أن يكون تقسيم مصر إلى
دويلات منفصلة جغرافياً هو هدفنا السياسي على الجبهة الغربية خلال سنوات التسعينيات
".
"
وبمجرد أن تتفكك أوصال مصر وتتلاشى سلطتها المركزية، فسوف تتفكك بالمثل بلدان أخرى
مثل ليبيا والسودان وغيرهما من البلدان الأبعد. ومن ثم فإن تشكيل دولة قبطية في
صعيد مصر، بالإضافة إلى كيانات إقليمية أصغر وأقل أهمية، من شانه أن يفتح الباب
لتطور تاريخي لا مناص من تحقيقه على المدى البعيد، وإن كانت معاهدة السلام قد
أعاقته في الوقت الراهن.
وبالرغم
مما يبدو في الظاهر، فإن المشكلات في الجبهة الغربية أقل من مثيلتها في الجبهة
الشرقية. وتعد تجزئة لبنان إلى خمس دويلات .... بمثابة نموذج لما سيحدث في العالم
العربي بأسره. وينبغي أن يكون تقسيم كل من العراق وسوريا إلى مناطق منفصلة على
أساس عرقي أو ديني أحد الأهداف الأساسية لإسرائيل على المدى البعيد. والخطوة
الأولى لتحقيق هذا الهدف هي تحطيم القدرة العسكرية لهذين البلدين.
فالبناء
العرقي لسوريا يجعلها عرضة للتفكك، مما قد يؤدي إلى قيام دولة شيعية على طول
الساحل، ودولة سنية في منطقة حلب، وأخرى في دمشق، بالإضافة إلى كيان درزي قد ينشأ
في الجولان الخاضعة لنا، وقد يطمح هو الآخر إلى تشكيل دولة خاصة، ولن يكون ذلك على
أي حال إلا إذا انضمت إليه منطقتا حوران وشمالي الأردن. ويمكن لمثل هذه الدولة،
على المدى البعيد، أن تكون ضمانة للسلام والأمن في المنطقة. وتحقيق هذا الهدف في
متناول يدنا.
أما
العراق، ذلك البلد الغني بموارده النفطية والذي تتنازعه الصراعات الداخلية، فهو
يقع على خط المواجهة مع إسرائيل. ويُعد تفكيكه أمراً مهماً بالنسبة لإسرائيل، بل
إنه أكثر أهمية من تفكيك سوريا، لأن العراق يمثل على المدى القريب أخطر تهديد
لإسرائيل ".
المصدر
: مجلة كيفونيم ، القدس، العدد 14، فبراير/ شباط 1982، ص 49 – 59.