جاري تحميل ... مدونة عطا ابو رزق

إعلان الرئيسية

أخر الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

دبوس - القلعة الشماء



بقلم : عطا أبو رزق
====

بيت قديم أسسه الرعيل الأول من المهاجرين للأرض اليباب أرض السمن والعسل، من عظمته وشموخ بنيانه وجمال
بساتينه دائمة الخضرة وأشعة نوره التي امتدت إلى أفاق بعيدة على مساحة الأرض الواسعة  والأزمان المتعاقبة،  بات يشكل معلماً حضارياً وارثاً تاريخياً يهتدى به ويسير على هدي نوره من شيدوا بناياتهم من بعده بكثير، وكل سالكي الدروب الوعرة والطرق المؤدية إلى الفسحة الواسعة التي تزول فيها القيود المكبلة للحرية ويشعر فيها الإنسان بالانطلاق.

 لسنوات طويلة خلت حرص سكان هذه القلعة الشامخة أن يحافظوا على ارث اسلافهم في إدامة جمال وبهاء قلعتهم ،لكن الأحوال تبدلت ، إذ قال الحكماء من قبل " لا تهدم القلاع إلا من داخلها عندما تضعف حصونها وتخترق " وهذا ما كان ، اخترقت الحصون وتسرب إلى القلعة الشماء داء هز أركان من فيه ، داروا على بعضهم البعض ينهشون لحم بعضهم، خَفتْ شعاع النور المنبعث من نوافذ القلعة وشرفاتها ، وأهملت البساتين التي حولها ، وماتت بعض اشجارها التي أضفت على القلعة جمالاً وشموخاً، وفقدت تميزها الذي ميزها عبر السنوات الطوال من عمرها، وباتت في نظر الناس وسكان البيوت التي شيدت بعده بسنوات طوال ليس أكثر من بيت قديم متهالك لا قيمة له ولا جمال فيه لا يستحق هذا التمجيد والتفخيم فيه، وما كلمات الإطراء التي يسمعها أصحاب البيت القديم بين الفينة والأخرى من الأخرين ودارسي التاريخ سوى كلمات للمجاملة فقط.
هل يصمت المخلصون من سكان هذه القلعة الشامخة على ما اصابهم من داء ؟ إن لم يتنبهوا ويكتشفوا مصل النجاة من هذا الداء اللعين الذي فتك بالجميع ويحصنوا انفسهم جيداً، فلن يستطيعوا الحفاظ على انفسهم وقلعتهم ونورها ولن يعيدوا مجد اسلافهم، وسيكون مصيرهم الهلاك والدمار، ولن يجدوا عاصماً من أمر القدر.
صباح الثلاثاء 3/11/2015 الساعة 5:30 صباحاً
الوسوم:
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *