جاري تحميل ... مدونة عطا ابو رزق

إعلان الرئيسية

أخر الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

يقول الكاتب عبدالله القصيمي في كتابه "هذه هي الإغلال "





إن من السخف المبين أن يظل خطبائنا وعلمائنا ووعاظنا وجميع رجال الدين الذين ينشدون الأناشيد
ويقذفوننا بالخطب تلو الخطب وبالمقالات إثر المقالات، مؤكدين لنا بأن الإنسان ما خلق ليكون عالماً، ولا ليكون شيئاً كبيراً، ولا ليغالب الطبيعة والحياة، ولا لينازع الله في علمه وقوته وقدرته، ولا ليخرج من طبيعته إنما خلق عبداً ضعيفاً جاهلاً ليبقى أبداً ضعيفاً جاهلاً، وإنما خلق من التراب، وسيبقى أبداً في التراب! وإنما خلق ليثبت له ويبين أنه لن يستطيع أن يكون عالماً ... إنه ما خلق ليحل المشكلات ولا ليقضى على الأزمات ولا ليدخل التغيير الكبير على شيء من هذا الوجود الجبار الذي منحه الله نظامه ... وإن من السخف المبين أيضاً أن نظل خاضعين لهذه الثقافة الميته التي حكمت علينا وعلى مواهبنا الإنسانية بالإعدام من غير أن نحاول التجديد فيها ولا الخروج عليها ولا التبديل في نصها أو روحها، حتى لنسمعها كل يوم جمعه – بل كل يوم – بُلحن وتعاد فوق منابرنا وفي جمعياتنا وفي كل ما يقال وما يكتب عندنا: نعم إن من السخف كل هذا بينما الأخرون الذين نسميهم أعدائنا جادون ماضون في استغلال مواهب الإنسان ومواهبهم الإنسانية حتى استطاعوا أن يصنعوا كل هذه الحضارة وكل هذه المدنية وكل هذه الحياة، وحتى استطاعوا أن ينقلوا هذه الحضارة وكل هذه المدنية وهذه الحياة كل يوم خطوات إلى الأمام، وأن يضيفوا إليها كل حين جديداً. وحتى عجزنا نحن أن نشاركهم أقل مشاركة أو أن يكون لنا في ما فعلوا أضعف أثر. نعم إن هذا من السخف المبين ومن الغبن الفاحش أيضاً.
إن أقل ما يجب أن نفعله الأن هو أن نشيد ثقافة جديدة كل الجدة منتزعه من روحنا المضغوطة تحت هذه الثقافة الخبيثة القاتلة، وأن نقيم قواعد هذه الثقافة على روح هذه المواهب بلإنسان ومواهبه التي لا تحصى، ليتسنى لنا بعد هذا الأيمان الاتجاه إلى استغلال هذه المواهب والانتفاع بها. ثم أن نعد هؤلاء الذين يدعوننا إلى الكفر بالأنسان مجرمين لا يستحقون منا إلا مثل ما يستحق أصحاب الدعوات والمبادئ الهدامة.

الوسوم:
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *