جاري تحميل ... مدونة عطا ابو رزق

إعلان الرئيسية

أخر الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

القناعات .. والممكن في الجولة السادسة للحوار

بقلم : عطا أبورزق
 
يدور حديث في الأوساط السياسية الفلسطينية بأن هناك بوادر اتفاق ثنائي بين حماس وفتح في القاهرة، وأن الجولة السادسة الحالية هي من أجل تسوية بعض القضايا العالقة ومنها قضية المعتقلين السياسين ونظام الانتخابات القادمة تمهيداً للتوقيع النهائي على الاتفاق في احتفال بروتكولي كبير يدعوا له الأخوة المصرين في السابع من تموز القادم. ويبدو أن رائحة هذا الاتفاق تثير التقزز، وتسبب حكة في الجسد المثخن بالجراح، كون ما أشيع حتى الأن هو تثبيت لحالة الانقسام وليس إنهائها، كما أنه تجاوز لما تم الاتفاق عليه في جلسات الحوار الشامل التي شارك فيها كافة فصائل العمل الوطني.  لا أحد في الشارع الفلسطيني ضد
التوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام ويعيد اللحمة للشعب ويسعف المشروع الوطني من الحالة المرضية الخطيرة التي وصل لها نتيجة الانقسام والصراع على سلطة وهمية، يقر الجميع في كل مناسبة بأنها سلطة واقعة تحت الاحتلال ولا تملك من أمرها إلا النذر اليسير، ومادمنا في أجواء الجولة السادسة من الحوار الثنائي بين القطبين المتنازعين، ورغم التصريحات الصادرة من المتحاورين والتي تشير إلى صعوبات قد تعرقل التوصل للتوقيع النهالئي في السابع من تموز القادم ، خصوصاً في ملف الأعتقال السياسي الذي تصر حماس على إنهائة بالكامل قبل التوقيع على أي اتفاق، وتمارس على الأرض خطوات من شأنها الضغط على فتح لإنهاء هذا الملف، ولولا تدخل اللواء عمر سليمان وتوصل الطرفين إلى قناعة (ضع تحت قناعة خطين كبيرين ) كما أشار عزام الأحمد في مقابلة له مع الجزيرة، بأن هذا الملف ينتهي بشكلة الكامل في حالة إنهاء الانقسام والتوصل إلى اتفاق، فحسناً انهم توصلوا إلى قناعة في ذلك الأمر إن صح هذا القول .
وما دمنا نتحدث عن التوصل إلى قناعات في قضية الاعتقال السياسي فهل للاخوة المتحاورين أن يتوصلوا لقناعة بأن أي اتفاق يجب أن يؤسس لنظام سياسي جديد قادر على مواجهة حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل والتي يقودها نتن ياهو، وكذلك التعاطي مع المتغيرات الدولية واستثمارها بما يخدم تطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق حق العودة لشعبنا، كما يمكن لهذا النظام السياسي المزج بين الأشكال المختلفة للنضال والمقاومة ؟، والتعاطي معها بمرونة عالية ودون التعصب لشكل على حساب شكل أخر ما دمنا نتشدق بالوطن والحرص على المشروع الوطني. وطالما أننا ما زلنا نقر بوجود الاحتلال على أرضنا فإنه لا بد من أن لايتعارض استكمال عملية النضال الوطني التحرري من الاحتلال مع عملية بناء المجتمع المدني، وهذا يترتب عليه بأن كل مكونات العمل الوطني الفلسطيني يجب أن يتاح لها الفرصة للتمثيل في مؤسسات صنع القرار، منها المؤسسة التشريعية ( المجلس التشريعي ) و( المجلس الوطني لمنظمة التحرير )، وهذا يُصّْعب على الاحتلال شل عمل أي من المؤسستين، كما حصل في المجلس التشريعي الحالي، ولتحقيق هذا الأمر فإنه يجب علي المتحاورين اختيار أنسب الاشكال الانتخابية التي تحقق ذلك، وأن ما ينطبق على المجلس الوطني يجب أن ينطبق بالضرورة على المجلس التشريعي، وفي اعتقادي وكما أكد على ذلك جميع من القوى السياسية باستثناء حماس، والمحللين السياسين، والخبراء في نظم الانتخابات، بأن نظام الانتخابات النسبية الكاملة هو أنسب نظام يمكن أن يتبعة الفلسطينين، كون هذا النظام يسمح للقائمة المنتخبة بأن تستبدل أي عضو يتم اعتقاله من قبل الاحتلال أو في حالة وفاته، إضافة إلى ذلك فإنه عندما تكون نسبة الحسم بالحدود المعقولة والمعمول بها في اعرق الديمقراطيات في العالم، وهي نسبة لا تتجاوز الـ 1.5% – 2% فإن هذا يسمح بتمثيل والمشاركة للجميع . فهل للمتحاورين أن يتوصلوا إلى قناعات حول هذا الأمر، خصوصاً حماس التي تطالب بأن لا تقل نسبة الحسم عن 4% أو اكثر وعن نظام انتخابي مختلط بنسبة 60% إلى 40% دوائر ؟.
والشيئ الهام في هذا المقام هو الانسان الفلسطيني الذي أهدرت كرامته وذُل وأهين في إطار الصراع والانقسام الذي اصاب المجتمع الفلسطيني من أعلاه إلى أسفله، فهل من الممكن للمتحاورين قبل أن ينهوا هذه الجولة وقبل أن يصلوا إلى الاحتفال البروتكولي للتوقيع على اتفاقهم أن يعيدوا لهذا الانسان كرامته ؟، وأن يردوا له اعتباره ؟. وأن يهيئوا له الأجواء المناسبة لكي يُستنهض من جديد ليواصل كفاحه ضد من يلتهم أرضه، ويستوطنها.  إن الانسان الفلسطيني أغلى ما نملك فبدونه يستحيل تحقيق أي من طموحات شعبنا في التحرر والاستقلال ، ولا يمكن أن تطلب من شعب يقمع وتمتهن كرامته بشكل يومي ويتم تحويله إلى متسولين على أبواب وكالة الغوث أو الجمعيات الخيرية لتلقي كوبونة مساعدة، أن يصمد ويقاوم ويتحدى الاحتلال وقطعان مستوطنيه.
فبرغم ما قيل عن الحوار الثنائي وما سيقال لاحقاً في تجاوزه لما تم الاتفاق عليه في جلسة الحوار الشاملة الأولى إلا أن الكل حسب اعتقادي سيكون مرتاحاً إذ ما توصل المتحاورون إلى شيء يعيد للوطن والمواطن كرامته، وأن يعيد العربة على السكة الصحيحة التي تكون وجهتها التوحد في مواجهة الاحتلال ومخططاته الهادفة إلى تصفية المشروع الوطني الفلسطيني، وتجعل من إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران أمر مستحيلا، وكذلك الحال بالنسبة للقدس وحق العودة.
الوسوم:
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *