مقالات
بين الخمول العربي والحراك الإسرائيلي
معركة هامة تفتتحها السويد الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي على المسرح الأوروبي، وذلك من خلال مسودة مشروع القرار الذي
يفترض أن يصوت عليه مجلس وزراء خارجية أوروبا في السابع من كانون الثاني الحالي، وتنص مسودة مشروع القرار على اعتراف الاتحاد الأوروبي بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، الأمر الذي قد يساهم ويدعم المطلب الفلسطيني والعربي لدى مجلس الأمن الدولي بترسيم حدود الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967. إضافة لذلك فقد أعرب الأوربيون عن قلقهم من الإجراءات الاحادية الجانب التي يمارسها الاحتلال في القدس وباقي مدن الضفة الغربية.
معركة
تستحق الاهتمام من العرب والفلسطينين، وهي في رأيي لا تقل أهمية عن وعد
بلفور الذي منحته بريطانيا لإسرائيل، خصوصاً أن هذا القرار يشكل دعماً
قوياً للحق الفلسطيني في الاعلان عن دولته ومطالبة المجتمع الدولي
بالاعتراف بحدود الدولة الفلسطينة كما أقرتها المواثيق الدولية، لذلك يتوجب
على الجامعة العربية وعلى الفلسطينين أن لا يهملوا هذه المعركة، كما
أهملوا المعركة على الساحة الأمريكية دون أن يستفيدوا من المواقف التي
اعلنها أوباما في جامعة القاهرة وفي الأمم المتحدة، وتركوا الساحة
الأمريكية للوبي الصهيوني الذي يجيد التعامل مع صانعي القرار في الولايات
المتحدة الأمريكية .
اسرائيل
من جانبها تنبهت لهذه المعركة، وصحفها أول من كشف هذه التوجهات الأوربية،
وعليه فقد اعلنت النفير العام وجهزت كل أدواتها لخوض المعركة، واستدعت كل
خبرائها ومن لديهم علاقات رطبة ومؤثرة مع الأوروبين، وأدارت ماكنتها
الإعلامية لإثارة الخوف لدى الأوربيون مبتدئه بالهجوم على السويد صاحبة
المشروع واتهامها بأنها تكره اسرائيل، وأن الأوروبين إن أقدموا على هذه
الخطوة يكونوا قد حكموا على دورهم في الشرق الأوسط بالاعدام، والمعركة لم
تنتهي بعد بالنسبة لهم.
وعلى
الجانب العربي فهناك مفارقه عجيبة، وهي نذير خوف أكثر منه تفائل، ففي
الوقت الذي تحرك أوروبا الملف الفلسطيني وتدفع به إلى الأمام يصرح مدير
مكتب الأمين العام للجامعة العربية بانه لا يوجد موعد حتى الان لعقد مجلس
وزراء الخارجية العرب ، لمناقشة ما يجب القيام به لمتابعة تنفيذ " قرار
لجنة المباردة العربية " بخصوص التوجه الى مجلس الأمن حول تحديد حدود
الدولة الفلسطينية وفقا لحدود الرابع من حزيران. والسؤال هنا هل أن سخونة
المعركة لم تصل إلى الجسد العربي، ولم يتأثر بها، أم أن هناك من يريد أن
يعطل فقط هذا التفاعل لأنه ملتزم بالالتزامات لا تتناسب مع ما سينتج من
نجاح مثل هكذا قرار.
إن
تداعيات الموقف من تقرير جلدستون ليست ببعيدة وآثار قرار تأجيل التصويت
عليه الذي دفعنا بعض العرب لأتخاذه مازالت متفاعله عند البعض الفلسطيني
والعربي، وتحملت القيادة الفلسطينية تبعات هذا الموقف وتنصل منه كل من دعى
لاتخاذ هذا الموقف من العرب، وقيل في القيادة الفلسطية مالم يقله مالك في
الخمر، واكيلت الاتهامات من كل حدب وصوب، وتم تدارك هذا الخطأ وإعادة
التقرير مرة أخرى للتصويت عليه وحصوله على دعم الغالبية في مجلس حقوق
الانسان والجمعية العمومية، والأن هل ينصب للفلسطينين شرك جديد من بعض
العرب من خلال التسويف والتذرع بعدم وجود متسع من الوقت لديهم لعقد اجتماع
لاستكمال ما بدأوه في مجلس الأمن الدولي، وللتفاعل بجديه مع ما يدور في
أروقه الاتحاد الأوروبي، أم أن العرب استمرؤوا مقولة بأنهم جديرون بإضاعة
الفرص الثمينة، والسؤال هنا مرة أخرى إلى متى سيبقى العرب على هذا الحال
غير قادرين على التقاط الفرص التي توفر لهم سبل الحل لقضاياهم ولقضيتهم
المركزية القضية الفلسطينية وإن بقيت هكذا؟. أسئلة كبيرة بحاجة إلى إجابه
ولكن من يجيب .