جاري تحميل ... مدونة عطا ابو رزق

إعلان الرئيسية

أخر الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

لن ننسى الحرب على غزة

كلمة ألقيتها في احتفال بعنوان " لن ننسى " بالاشتراك مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الذكرى الأولى للحرب على غزة بتاريخ 26/12/2009.



نص الكلمة :


الرفيقات والرفاق .. الأخوات والأخوه .. الحضور الكريم كل بأسمة ولقبه
السلام عليكم
عام من الحرب المجنونة على غزة مر، لن ننسى تلك الأيام السوداء التي أبيد فيها البشر والشجر والحجر، لن ننسى بأن الأطفال الذين هدمت بيوتهم وفقدوا أبائهم وامهاتهم واحبتهم - أمام سمع وبصر العالم أجمع - مازلوا يفتقرون إلى مأوى آمن وإلى صدر أم حنون تكفكف دمعهم وإلى أب يشعرهم بالأمان، ولن ينسى بعد أطفالنا صوت أزيز الطائرات النفاثة ولا ارتجاجات جدران المنازل وتحطم نوافذها جراء انفجارات الصوارخ التي يزن الواحد منها طن أو أكثر، لن تُمسح من ذاكرتنا وذاكرة اطفالنا مادام 

فينا عِرقٌ ينبض مشاهد اشلاء النساء والاطفال وكتبهم وحقائبهم والعابهم وهي تتطاير .. تتمزق .. تحترق بفعل الفسفور الأبيض .. تتحطم تحت جنازير الدبابات الاسرائيلية، كما لم تمحى من الذاكرة ذكريات اللجوء والتشتت في العام 1948. لن ننسى شهداء عائلة السموني وعزبة عبد ربه وجبل الكاشف وأبوالكاس والشجاعية والبريج والمغازي ودير البلح والقرارة وخزاعة وعبسان الصغيرة والكبيرة وخان يونس ورفح، لن ننسى بأن الكف كانت تناطح المخرز في هذه الحرب، وأن الدم الفلسطيني انتصر على جلاده، لن ننسى أبداً لن ننسى.
عام مر وسيتلوه عام وعام، وحصار في قلب الحصار، والمأساة تزداد وتتسع، والانقسام يرخي بظلالة الثقيلة ليزيد من المعاناة، وصار كما الملح الذي يوضع على الجرح، وهو لا يطاق، وصُمت الآذان، كي لا تسمع من يئنون تحت الركام وأغمضت العيون كي لا ترى الفاجعة في عيون الاطفال، وتغنينا بالانتصار، ولم يأتي الإعمار، وتبخرت مليارات شرم الشيخ في الهواء وكأن شيأً لم يكن. وأمام كل هذالم نسأل أنفسنا إلى متى سيبقى الحال على هذا الحال؟، وإلى متى سيطول الانتظار؟، ومتى سيكون الإعمار؟، أليس من حق أطفالنا أن يحيوا كما يحيى اطفال العالم؟، أليس من حقنا أن يكون لنا وطن ودولة ذات حدود معترف بها؟، ألم يحن الآوان لأن نتوحد وننهي الانقسام، وأن نذهب لانتخابات تقوينا وتجدد ثقتنا بأنفسنا، وثقة اصدقائنا في العالم بنا، إذا لم يحدث هذا في أقرب وقت، كيف سنلاحق مجريمي الحرب من جنرالات وحكام ومسؤلين في إسرائيل؟، ومن سيتابع تطبيق قرار المحكمة البريطانية بحق ليفني أحد المجرمين الرئيسين في هذه الحرب؟، أهي غزة ومن يحكمها؟، أم السلطة في رام الله؟، أم فلسطيني الشتات المنقسمين أيضاً بفعل الانقسام الداخلي؟، أم فلسطيني الداخل المهددين بالطرد والترحيل من أرضهم؟. سؤال بحاجة إلى مسؤلين أقوياء كي يضعوا الاجابة عليه، إجابة تشفى صدور شعبنا في كل مكان.
لقد كان حصاد هذه الحرب مراً، كونها جاءت في زمن الانقسام، حاولت إسرائيل بقوة آلتها الحربية أن تحطم إرادة المقاومة والبقاء لدى شعبنا، وثنيه عن النضال بكل الوسائل الممكنة لتحقيق حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق العودة للاجئين. ولكنها فشلت في تحقيق ذلك، وحتماً كانت ستفشل لأن إرادة الصمود لدى شعبنا أقوى من أن تحطمها هذه الآلة، وحتماً سيفشل المشروع الصهيوني في بلدنا طال الزمن أم قصر وسينال شعبنا الحرية يوماً وسيحيى كما تحيا شعوب الأرض قاطبةً، وسينعم بالأمن والسلام، لكن صمام الأمان لذلك يكمن في وحدتنا وفي إنهاء الانقسام والتوقيع على ورقة المصالحة المصرية، وتحديد استراتيجية وطنية موحدة للمقاومة والتفاوض، واعتماد استراتيجية التراكم في الفعل الشعبي المقاوم، الذي لم تستطيع إسرائيل هزيمته، لأنه يعتمد على إرادة شعبنا في المواجهة والتصدي لمخططات الأحتلال وقطعان مستوطنيه، ويفضح كل ممارساتهم أمام العالم، كما أن هذا الفعل يكسبنا ويكسب قضيتنا مزيداً من الأصدقاء والمؤيدين على مستوى العالم .
 إننا نشعر بأن كل قطرة دم سالت من شهيد على هذه الأرض تستحلفنا بأن نتوحد، وأن كل دمعة أم ثكلى تناشدنا بأن نحافظ ونصون الدم الذي سال من أجل فلسطين، وكل طفل فقد أبويه يصرخ فينا ويقول أمنوا لنا المستقبل كي نكون أوفياء لتاريخنا ونحقق مالم تستطيعوا تحقيقة، وأن أمن مستقبلنا هو وحدتكم، ومطالبات أبطالنا خلف القضبان بالوحدة لم تتوقف. فهل نستجيب لصرخات أطفالنا وتوسلات أمهاتنا ووعداً قطعناه على انفسنا لشهدائنا، واسرانا أن نصون وحدتنا ونحافظ على ثوابتنا.. أم .. أم .
المجد للشهداء ... والحرية للأسرى
والسلام عليكم
الوسوم:
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *