مقالات
برقية رثاء للشاعر الكبير محمود درويش
بقلم
: عطا أبورزق
أيها
الفجر المنطلق من عيون الساهرين على حدود القصيدة ... لترسم لهم معالم الوطن الذي أحببت
محمود
درويش ... طوعت الكلمات لتكون أقوى من الرصاص
يا
من تحن إلى خبز أمك وقهوتها ... رحلت عنا ومازالت كلماتك تصدح في الأرجاء
هنا،
عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت،
قُرْبَ
بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
نفعلُ
ما يفعلُ السجناءُ،
وما
يفعل العاطلون عن العمل:
نُرَبِّي
الأملْ.
.......
هنا،
يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ...
يقولُ
على حافَّة الموت:
لم
يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:
حُرٌّ
أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي
سوف
أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،
وأولَدُ
حُرّاً بلا أَبَوَيْن،
وأختارُ
لاسمي حروفاً من اللازوردْ...
في
الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ
بين
تذكُّرِ أَوَّلها.
ونسيانِ
آخرِها.
هنا،
عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت،
لا
وَقْتَ للوقت.
نفعلُ
ما يفعلُ الصاعدون إلى الله:
ننسي
الأَلمْ.
لن
ننساك يا فارس القصيدة ... فأنت لم تغادرنا إلا لتبقى فينا ... ولك الشموع تضاء لأنك
كنت الشمعدان فينا ... فلك كل الحب والوفاء، وكيف لا وأنت تعشعش في ثنايا القلب، وحرارتك
تسكن في قطرات دمع العين تحرق الوجنتين كلما أنهمرت لحظة مرور ذكراك على الخاطر ..
بكل
الحب والوفاء وبكل حزن وألم تنعي هيئة العمل الوطني بمحافظة خان يونس شاعرنا الكبير
وفقيد أمتننا العربية الشاعر محمود درويش ، والذي سيبقى خالداً فينا ما دام شعبنا حي
.
13/8/2008
****
كتبتها
والقيتها في حفل تأبين الشاعر الكبير محمود درويش الذي أقيم في قاعة الأهلال الأحمر
الفلسطيني ( مستشفى القدس )