مقالات
تونس الحاضر والمستقبل
الكاتب : عطا أبورزق
حمادي
الجبالي رئيس وزراء تونس الحالي وأمين عام حركة النهضة الاخوانية يقول :
بأن قوى النظام السابق (نظام زين العابدين ) مازالت تتحكم في الواقع
التونسي وهي التي مازالت تعيق تحقيق التغير الجذري الذي قامت من اجله
الثورة .
الفرجاني
أحد قادة حركة النهضة ( الاخوانية) من على شاشة العربية يشن هجوماً كاسحاً
على قوى اليسار التونسي، متهماً أياه بالتحالف مع مافيا النظام السابق (
نظام زين العابدين ) التي تعيث في الأرض فساداً، وتتحكم بمفاصل الاقتصاد
التونسي كما يدعي طبعاً، ويضيف بأن قوى اليسار باتت تشكل عائق بتحالفها مع
بقايا النظام أمام التغير الجذري في تونس.
حركة
النهضة تطلق العنان للقوى السلفية في تونس لكي تنقض على خصوم النهضة من
اليسارين والعلمانين المنادين بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وذلك من
خلال المسيرات المنددة بالقوى العلمانية، ومهاجمة مقرات الصحف المعارضة
للنهضة والاسلام السياسي، كما تطالب القوى السلفية بتطبيق الشريعة
الاسلامية في كل مناحي الحياة التونسية تنفيذاً لرغبة الناخبين الذين أتوا
بقوى الاسلام السياسي إلى البرلمان – كما يدعون – وتناسى السلفيون بأن
الاسلام السياسي حصل فقط على 40% من أصوات الناخبين، وأن 60% من الناخبين
صوتوا للقوى العلمانية واليسارية .
عدا
عن ذلك أن موضوع صياغة دستور جديد لتونس مازالت تراوح في مكانها دون أي
جديد فيها إضافة لذلك فإن الدستور المفترض أن يكون دستوراً حديثاً يلبي
طموحات التونسيين في الحرية والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية،
والتداول السلمي للسلطة مازال في موضع شد وجذب بين من يريدون أن يكون
الاسلام مصدراً أساسياً وحيداً للتشريع، وبين من يرون غير ذلك.
من
كل ما تقدم ما هي القراءه المستقبلية للمشهد السياسي لتونس ؟؟، هل تشكل
التمحكات والاتهامات لليسار التونسي مقدمة لهجوم ساحق من قوى الاسلام
السياسي ضد ه؟؟، وبالتالي توقف الحركة الديمقراطية عند الحد الذي وصلت
إليه، وأوصلت قوى الاسلام السياسي لسدة الحكم، لتستأثر به وحدها دوناً عن
غيرها، وبذلك تكون قد اكتملت الحلقة من أقصى المغرب العربي إلى أقصى الشرق
العربي، ويكون ربيعاً أسلامياً بامتياز؟؟؟.